غير متصل
المرة دي هقدم ليكم شكل جديد..
مجموعة حلقات منفصلة متصلة..
مرة هتبقي رعب، مرة دراما، مرة فانتازيا..
مجموعة قصص قصيرة مختلفة..
زي ما كان كاتبنا الكبير **** يرحمه د. احمد خالد توفيق بيعمل في حلقات الرعب في قصصه..
مجموعة قصص قصيرة مختلفة في كتيب واحد و الراوي انا..
اتمني أنها تعجبكم..
#اختفاء_تدريجي
انت أكيد شوفت فيلم واحد من الناس .. بتاع كريم عبد العزيز دا، فاكر قصته كويس ؟ أحب اقولك ان القصة دي بتحصل كتير أوي، لولا اني مش عايز ابالغ كنت قولتلك انها بتحصل كل يوم بأشكال مختلفة، شاب فاسد ابن رجل أعمال غني جدا، بيتورط في جريمة قـ.ـتل، بيكون الشاهد الوحيد على الجريمة دي واللي يقدر يثبت أي حاجة أو ينفيها واحد غلبان، بيستدعيه رجل الأعمال الكبير بعد كدا لمكتبه ويبدأ معاه لعبة المساومات، تغير شهادتك وتاخد مبلغ كبير وللا احول حياتك جحيم؟ وتبدأ اللعبة من هنا يا صديقي ..
مش عايز أدعي نبوة مزيفة واقول اني كان نفسي أشهد شهادة الحق بس خوفت من اللي هيحصلي أنا وأهلي، أنا طول عمري وانا بتفرج على الفيلم دا بحط نفسي مكان كريم عبد العزيز وبقول غلطان، إيه اللي يخليه يحارب طواحين الهوا ويخسر مراته بالطريقة البشعة دي، ما كان ياخد الفلوس اللي اتعرضت عليه ويسكت، الناس دي هتعمل اللي هي عايزاه بمزاجك أو غصب عنك.. وكأن **** أراد يحطني في الاختبار دا ..
أنا راجل مدير شركة من شركات القطاع العام، قدرت طول فترة خدمتي أعمل مبلغ مش بطال من شغلي دا، متفكرش كتير ومتسألش نفسك أنا عملت الثروة دي من طريق مشروع وللا غير مشروع عشان دي مش مشكلتنا دلوقتي .. في يوم اتوفقت اني اشقط بنت من على الفيس بوك، كنت فرحان بنفسي وبقدرتي على الشقط اللي لسه موجودة رغم اني كسرت الخمسين من سنتين، في يوم طلبت مني نتقابل، قلت يا سلام .. عز الطلب .. اتقابلنا في نايت كلوب في التجمع، المكان هناك فيه حاجتين أساسيتين .. كل اللي فيه ولاد ناس أغنيا .. كل اللي فيه سكرانين ..
سهرنا لحد الساعة خمسة الصبح تقريبا وكان المكان ابتدا يفضى، لحد ما حصلت الخناقة المعتادة اللي بتشوفوها في كل الأفلام .. وبوم بوم .. فيه شاب وقع .. من غير تفاصيل كتيرة لقيت نفسي الشاهد الوحيد اللي اسمع مكتوب في المحاضر ..هتقولي طب وبقية الناس اللي كانوا في المكان ؟ هقولك معرفش خلعوا نفسهم ازاي من المحاضر ومن القصة كلها ..
قعدت مع ابو الولد وانا مجهز نفسي تماما للي هيحصل، عرض عليا مبلغ كبير أوي، مبلغ لو حكيته في قصتي هحول معظم اللي بيقروها لناس بتجري ورا فرصة لشهادة زور ..
ومع ذلك أنا موافقتش على الرقم دا من أول مرة، موافقتش غير لما اتضاعف 3 مرات .. وتقدر تتخيل الثروة اللي حصلت عليها من كلمتين هقولهم في المحكمة ..
أنا مكنتش اعرف مين اللي ناويين يشيلوه القضية، لكن عرفت بعد كدا من السوشيال ميديا انه كان شاب غلبان، شغال سايس في الباركينج بتاع المكان، وبيجري على امه و4 اخواته .. وطبعا أبو الواد دفع فلوس لكل اللي في المكان عشان يتفقوا كلهم على نفس الشهادة ..
روحت المحكمة، وحلفت اليمين، وشهدت شهادتي، ومشيت، بس شوفت نظرة صامتة في عيون الشاب اللي شهدت عليه، نظرة مش قادر اتخطاها لحد دلوقتي .. بتقول كلام كتير أوي من غير ما ينطق بأي حرف، وكأنه كان موفر كل الكلام اللي في الدنيا عشان يقوله لربنا، بس المعاني دا كلها مجاتش في دماغي وانا بشهد زور، أنا خدت فلوسي والشاب خد إعدام، وانتهت القصة لحد هنا ..
اشتريت فيلا، وحطيت بقية الفلوس وديعة في البنك .. ومرت الأيام مش عارف ازاي وانا ناسي الشاب دا تماما، الشاب اللي ضيعت حياته بشهادة زور، وبنيت بتمن روحه حياتي أنا ..
بعد حوالي سنة من الواقعة دي، حصلت حاجة غريبة جدا ..
كنت بكلم واحد صاحبي في التليفون، أنا بتكلم، وهو مش سامعني، أعلي صوتي، مش سامعني، أغير مكاني واقف في حتة فيها شبكة، برضو صوتي مش واصله ..
قفلت المكالمة، وكلمته تاني .. نفس المشكلة ..
جربت اكلم حد غيره، اتصلت بمراتي .. مش سامعاني برضو .. شكيت ان فيه مشكلة في شركة المحمول، أو فيه مشكلة في الجهاز نفسه، جربت ابعت فويس نوتس على الواتساب ..
مراتي قالتلي ان الفويس نوت فاضية، أو بمعنى أصح صوت العربية بتاعتي طالع، وصوت الكاسيت اللي شغال في العربية طالع، وأنا كأني ساكت، ماليش أي صوت في الرسالة .. حتى هي بعتتهالي تاني، سمعتها، لقيت اللي بتقوله فعلا، صوتي مش طالع في الفويس نوت، مع ان كل حاجة حواليا طالعة، فتحت الريكوردر بتاع الموبايل وحاولت اسجل صوتي مفيش فايدة، بصرخ بأعلى صوت عندي، بس صوتي مش طالع، الجهاز جايب صوت كل حاجة حواليا حتى صوت الهوا، بس مش جايب صوتي أنا .. جربت اكلم حد في الشارع، محدش سامعني، الناس بتتعامل معايه بالإشارة كأني أخرس، أو هو انا بالفعل بقيت أخرس، بس الفرق اني سامع نفسي بس الناس مش سامعاني، بزعق بعلو صوتي بس محدش سامعني، كأني في كابوس ..
روحت لأكتر من دكتور محدش قدر يحدد سبب مشكلتي، كانت حالة غريبة معدتش على مجتمع الطب قبل كدا ..
لكن مع غرابة المشكلة، دي مكانتش نهاية الأزمة، دي كانت بدايتها، بداية الكابوس ..
بعد ما فقدت صوتي بفترة، حصلت معايه حاجة تانية غريبة ..
وانا بفتح موبايلي ببصمة إيدي زي كل يوم، الموبايل مقراش بصمة الإيد، وكأنها بصمة حد تاني .. نفس الشيء حصل مع الخزنة اللي معرفتش افتحها لا ببصمة الصوت، ولا ببصمة الصباع، ودا طبعا معناه بالتبعية ان أي ورق حكومي عليه بصمة إيدي بقى ورق لا يعتد بيه، دا على أقل وأبسط تقدير يعني لو مقولناش انه ورق مزور ..
كنت بفكر في حاجة وحبيت اتأكد منها وطلع استنتاجي صح، توقيعي كمان مبقاش توقيعي، ودا معناه ان خط إيدي اتغير، ودا برضو معناه ان كل ورق مضيت عليه قبل مالوش أي قيمة، مع الوقت لاحظت ان ملامح وشي كمان اتغيرت بشكل كبير وبسرعة كبيرة، وشي مبقاش وشي، أنا كلي اتغيرت لشخص تاني تماما، ففقدت بالتبعية كل صلاحيات وصولي لأي حاجة من ممتلكاتي، ثروتي الكبيرة اللي في البنك أنا مقدرش أوصلها ولا اسحب منها جنيه واحد لأني قدام القانون شخص تاني ..
ودا اللي كنت فاكره أكبر كابوس في قصتي لحد ما بدأت تظهرلي كوابيس أكبر وأخطر بكتير، لمدة أسبوع كامل أنا كل ما اقف قدام المراية ألاحظ ان فيه أجزاء في جسمي اختفت، الحكاية بدأت بإيدي اليمين، وبعدين بإيدي الشمال، وبعدين برجلي ثم نصي التحتاني كله، لحد ما الأسبوع خلص وانا كمان خلصت، أنا مبقتش موجود، مبظهرش في الصور، مبظهرش في المرايات، محدش بيشوفني ولا بيسمعني .. اتحولت لشبح .. شبح حرفيا، أنا الوحيد اللي عارف اني موجود، لكن كل الناس اللي خلقهم **** ميعرفوش، محدش يقدر يشوفني ولا يسمعني، دا اداني فرصة أدخل أي مكان وآخد الأكل اللي انا محتاجه واخرج، لكن في نفس الوقت أنا كنت بتعذب .. انت مش هتقدر تفهم معاناتي، أنا العالم كله بالنسبالي اتحول لسجن انفرادي .. شايف كل الناس بس محدش شايفني، سامع كل الناس بس محدش سامعني، العالم كله حواليا بس أنا لوحدي ..
في مرة من المرات روحت مطار القاهرة، وطلعت الطيارة، وطبعا محدش شافني ولا حس بيا ودا شيء طبيعي لأني مش موجود ..
حاولت كتير أتعايش مع حياتي الجديدة، حاولت اعمل حاجات تكسر عندي إحساس السجن الانفرادي اللي انا عايش فيه، لكن طول الوقت كان عندي مشكلة مع الواقع اللي اتفرض عليا .. والأمر ازاد سوء لما بدأت أمرض، صداع مستمر مفيش أي مسكنات قادرة تسكته ..
الموضوع كان محتاج دكتور، لكن اعمل دا ازاي وانا مش موجود، مفيش أي حد يقدر يشوفني ولا يسمعني، مقدرش اتواصل مع حد، الدكتور هيعملي اشاعات ويكشف عليا ازاي وهو مش شايفني ولا انا قارد اتواصل معاه ؟
أنا طبعا فهمت بعد وقت كبير أوي ان كل اللي بيحصلي في حياتي هو لعنة الشهادة الزور، الإنسان البرئ اللي تسببت في إعدامه ظلم، أنا النهارده بتعاقب عقاب أصعب وأكبر من الإعدام بكتير .. أنا عايش في العالم دا كله من حقي أروح أي مكان يعجبني في أي وقت من غير ما حد يعترضني أو يقولي رايح فين، ومع ذلك أنا لوحدي تماما، مسجون في سجن مالوش جدران ولا أسوار.. أنا ضحية ظلمي لنفسي .. دلوقتي كل اللي بتمناه مش أكتر من دوا يسكت الصداع اللي بيكسر دماغي، وحد يسمعني ويشوفني، حد أقدر اتكلم معاه .. لكن حتى المطالب البسيطة دي مش لاقيها ولا طايلها ..
نفسي أموت، رغم اني عارف يمكن يكون مصيري بعد الموت مش أحسن حاجة، بس على الأقل في العالم الآخر هلاقي حد يسمعني ويكلمني .. تخيل إن أكبر كوابيسي دلوقتي هي ان **** يطول في عمري ؟
تفتكر هعيش ازاي كدا لو لسه مكتوبلي اكمل في الحياة 20 سنة كمان، ومين عارف يمكن أعيش اكتر .. صعبة مش كدا ؟ الأصعب اني مقدرش انهي حياتي بإيدي، معنديش أي قدرة على التأثير في أي حاجة، ما انا قولتلك بقيت شبح ..نصيحة اوعى تظلم حد، لأن **** مبدع في انتقامه من الظالمين ..
عابر سبيل
الجزء الثاني
الجنس هو شئ جميل و معتقدش إن فيه حد من الموجودين فى المنتدى يختلف على ده كلنا هنا بسبب رغبه جنسيه حبينا نشبعها و لقينا ضالتنا فى المنتدى لكن اللى هنختلف عليه هو نظرتنا لمكانة الجنس بره المنتدى.
فى حياتنا اليوميه بنقابل و هنقابل مواقف كتيره تخلينا نستثار جنسياً خصوصاً فى زمن أصبحت فيه المبنى چيب و البلوزه المفتوحه شئ عادى و يمكن دول يعتبروا لبس محترم حالياً.
الفكره بقه فى التصرف الصحيح اللى شايفه كل واحد مننا كل واحد هيختار طريقه و بطل قصة الجزء ده أختار طريقه هو كمان.
قبل ما أقولك أنا مين خلينى اشرحلك المشهد اللى أنا جزء منه دلوقتى ، عمرى ما كنت أتخيل أنى اتحط فى موقف زى ده بس أهو حصل و بقيت موجود فيه.
أنا حالياً موجود فى شقة جارنا هادى جمال فرح بنته النهارده أعذرنى بس الأجواء المحيطه مخليانى أسأل نفسي أسئله كتيره عمرى ما تخيلت أنى هسأل نفسى النوع ده من الاسئله أصلا.
خلينى أخد شفطه من العصير اللى فى أيدى و أبدأ احكيلك يمكن الاقى عندك أنت الاجابه اللى أنا بدورعليها ، الحكايه بدأت من شهر يا صاحبي كان المفروض فى اليوم ده هنزل جامعتى متأخر شويه يعنى نقدر نقول قبل الظهر بساعة أو اتنين.
اليوم ده انا فاكره كويس صحتنى ماما من النوم علشان أنزل و سابتنى و دخلت نامت بعدها و أنا بطبيعتى نومى خفيف و غير كده بهتم بدراستي جداً و نزولي للجامعة أو من قبلها المدرسه مش رفاهية أنا بشوفه واجب ، يومها أنا فاكر لما خرجت من باب بيتنا سمعت صوت همس على السلم فى الدور اللى فوقينا و ده كان قبل ما أقفل الباب ، انا في العادي مش بحب أركز مع حاجه مش هتعود عليا بالنفع بس المره دي معرفش ليه رجلى بدأت تنسحب لا إراديا تشوف إيه صوت الهمس ده ؟ و إذ بيا اتفاجئ باللى شوفته كان رامى زانق واحده على السلم.
البنت وشها مكنش واضح لكن حسيت شكلها مألوف فبقيت أركز اكتر علشان أعرف هى مين بس لا إراديا لقيت نفسي بهيج على اللى بيحصل اودامى رامى كان واضح عليه أنه خبره ده واخد شفايف البت تقطيع ده غير جسمه اللى زانقها بيه فى الحيطه و نازل تقفيش فى جسمها الجامد و هى واضح على جسمها الاستمتاع من انعدام مقاومتها ليه ده غير كده حسيتها بقت تحرك أيدها على جسمه هى كمان و بقى واضح على جسمها الهياج و أنه خلاص مبقاش هامه غير المتعه اللى هو فيها.
رامى وقف بوس و تقفيش و بص فى عنيها لثوانى و من غير كلام اخدها من أيديها وطلع بيها على السطح تلقائيا طلعت وراهم و بدأت أدور بعينى و أحاول اسمع بودنى صوتهم لكن مش قادر لدرجة أن فكرت أن رامى اخدها لشقته مش للسطح و كنت خلاص هنزل لكن سمع صوت جاي من ورى السور اللى موجود فى نص السطح و للعلم أحنا اطول عماره فى المنطقه.
دخلت اتسحب و أسمع الأصوات و بالذات صوت البنت كان يهيج لوحده و هى بتقول ااااه الحس يا قلبى الحس يا روحى أيوه مصمص كسى اكتر ااااه ااااااااه اااااااااااه و قفلت برجلها على رأسه اللى كانت مكمله لحس فى كسها اللى كان عمال طالع نازل على لسانه اكتر ببص على نفسى لقيتنى حاطط إيدى على زبى بدعك فيه ففتحت زراير البنطلون و اشتغلت دعك على منظرهم وهما مكملين.
رامى بدأ يسخنها اكتر بالكلام و بدأ يفرشها بزبه و هى بدأ يوضح على صوتها علامات الهياج تانى و مره واحده الصوت كتم فلفيت بدماغى أشوف إيه اللى حصل ورى السور لقيت اللى خلانى كنت هجيبهم رامى نايم ملط عليها و هى كمان ملط و بقه فى بقها و طالع نازل فى كسها بزبه و بنت اللبوه عامله زي الممسوسه مكلبشه فيه بإيديها و رجليها و حرفياً جسمها بيترفع ينزل يتهبد مع كل طلعة و نزوله لزوبره المنظر كان أبن وسخه مهيجنى لدرجة أن مخدتش دقيقه و جبتهم و مفيش دقائق لقيت رامى بيتأوه هو كمان و جابهم.
لما راحت عنى حموة الهياج لما جبتهم افتكرت الحاجه اللى كنت طالع علشانها وهي إن أعرف مين اللي كانت مع رامى كان هو لسه شغال رزه فيها و كان نازل فيها شتيمه بكلام ابيح و راح قايلها هجيب يا سلمى ، الكلمه نزلت عليا زى الصاعقه معقوله دى سلمى بنت عم شادى ؟ مكنش فيه وقت للمفاجآت اتحركت علطول أنزل من على السطح قبل ما حد فيهم يشوفنى بس للأسف غلط غلطه كبيره أنا نزلت لبنى على الأرض و اللى لاحظ الموضوع ده كان رامى و ده اللى عرفته بعد كده.
المهم نزلت جرى علشان أركب و أروح الجامعه من غير ما استحمى حتى و بقى الموضوع ماشى معايا بالشكل ده براقبهم من بعيد لبعيد و أضرب عشرات عليهم لغاية ما فى مره كنت بتفرج عليهم ومره واحده لقيت النيك وقف و شادى قام وقف و بص ناحيتى فجأه للحظه أنا فقدت النطق مبقتش عارف أنا المفروض أعمل إيه بعدين شادى بصلى بنظره ثابته و ده معناه أنه عارف بوجودى من بدرى
عقلى وقتها دور على أسرع أجابه منطقيه و هى إن شادى كان عايش فى بلاد بره و الموضوع ده على حد معلوماتى عادى عندهم يمكن ده اللى كسبه الجرأه ، قطع تفكيرى صوت اشتغال النيك مره تانيه و الرزاق اللى ابتدى تانى بقيت بقول احا هو مش كان باصص ليا دلوقتى ؟
مع ذاته و بالرغم من كده المجتمع عرف يضحك عليك و يحطك تحت ضرسه و يخليك ترضخ و تبقى كاره لرغباتك زيهم رغباتك اللى انت عارف أنها موجوده و الدليل العشره اللى كنت بتضربها على منظرنا.
أنا:ومين قال إن أنا بهرب من رغباتى ؟ بالعكس أنا من عشاق الجنس لكن أنا مش كده و الجنس نفسه مش كده الجنس مش مجرد رغبه بين اتنين بينيكوا فى بعض علشان يرضوها الجنس هو أتصال بين شخصين بين راجل حب واحده بيسعى أنه يرضيها جنسياً فى السرير و يوريها قد أيه هو فحل و يطلع الشرموطه اللى جواها بس فى إطار واضح مش مفتوحه سبيل هى كل واحد نفسه يدخل ده حتى نبقى رخصناه.
رامى: ضحكتنى
أنت مقتنع باللى بتقوله ده ؟ يبنى أفهم الكلام اللى بتقوله ده حلو بس أنت فكرك لما تحصر الجنس فى علاقات معينه تبقى كده كرمته ؟ يبنى الجنس تكريمه فى ممارسته و الاستمتاع بيه مش العلوقيه اللى أنت بتقولها دى ؟
أنا:و الاستمتاع بيه ده بالنسبه لمين معلش ؟ كل الناس ها ؟ طيب و بالنسبه للناس اللي امكانياتها الجنسيه على قدها سواءاً راجل أو ست بنظامك ده هو مجبر أنه يشوف مراته أو تشوف جوزها مع غيرها علشان هى إمكانياتها الجسديه على قدها ؟ طب و لو مقدرتش تبقى متخلفه و مبتفهمش فى التحرر عيبك إنك باصص لنفسك بس إنما لو حسبتها صح هتلاقي أن اللى بقولك عليه هو الصح الجنس متعته أصلا فى أنه شئ بيحصل على فترات مش كل شويه و مش مع أى حد لإن ده أصلا يمرض الجسم.
رامى:مسمعتش عن حاجه أسمها الطب ؟ الطب دلوقتى متقدم و يقدر يعالج الأمراض اللى جت فى دماغك دى يا متخلف و الست أو الراجل اللى بتقول عليهم دول هما فعلاً متخلفين و انانيين علشان صحتهم مش مخلياهم قادرين يتمتعوا يمنعوا شريكهم من المتعه !! ده حتى حرام
أنا:حرمة عليك عيشتك يا بعيد و ليه متديش نفسك الفرصه تبص للعلاقات بشكل أوسع انت ليه شايف الإنسان زب أو كس ، الإنسان أعظم من كده بكتير أحنا علاقاتنا مش بتبنى على الجنس لإن الجنس هو وسيله للتعبير بيها عن حبنا لشريكنا ده غير الوظيفه الأساسيه و هى الحفاظ على نسلنا البشرى مش التفاهات اللى أسمها المتعه اللى فى دماغك الجنس ليس فقط للمتعه الجنس أعمق من كده بكتير أنت يدوبك مهووس باللى بره من على السطح لكن لو تعمقت أكتر و فهمت هتعرف أنه يكون فى إطار محدد أحسن بكتير.
يومها سبتهم و نزلت معرفش أنا أخدت القرار الصح ولا الغلط كان قدامى فرصة اعمل اول علاقه جنسيه فى حياتى مع جسم سكسي زى سلمى بس أنا أخترت أفضل نضيف على الأقل دى وجهة نظري.
عدت الايام و بالفعل وفى رامى بوعده مع سلمى و النهارده أهو فرحهم و عزمنى رامى بنفسه وكأنه بيقولى أهو أدينى نكتها و عملت اللى عايزه أنا و هى و من غير ما يحصل أى مشاكل من اللى المجتمع بتاعكم بيقول عليها.
أبن الوسخه خلانى أقعد أسأل نفسي هل فعلاً أنا كنت صح ؟ طيب هل أنا فعلاً علق باعتبار أن كان قدامى فرس حرفياً و امتنعت عنها ؟ اسئله كتير ملهاش اجابه وصلت للسؤال عن المعنى الحقيقي للراجل من هو الرجل الحقيقي ؟ اسئله كتير دارت فى ذهنى مش لاقى لها أجابه ، متأمل يكون عندك أجابه أو رأى ليها مستنيك تشاركنى بيه فى التعليقات أتمنى يكون الجزء كان على قدر الحدث.
عابر سبيل
#قهوة_سادة
#الحلقة_ الثالثه
اكتر جملة سمعتها في كل أفلام الجريمة اللي شوفتها في حياتي هي جملة " مفيش جريمة كاملة "
وأعتقد دي جملة من اختراع مؤلفين الأفلام دي مش من وحي الواقع يعني ، المؤلفين هما اللي قصدوا يخوفوا المشاهدين من عواقب الجريمة ويفهموهم ان المجرم مهما كان ذكي ، لازم يسيب وراه غلطة ..
غلطة هتكلفه حياته ..
هل الكلام دا صح وللا مش صح ؟ هتعرف في آخر الحكاية ، أنا فادي جميل سلام طبيب شرعي ، والدي كاتب القصص البوليسية الشهير جميل سلام ..
ابويا كان ظابط مباحث سابق ، هو مش سابق أوي يعني ، هو النهارده بس حصل على لقب سابق ، النهارده طلع على المعاش على رتبة لوا ، واتفرغ بشكل كامل للكتابة بعد ما حقق فيها نجاح كبير طول السنين اللي فاتت ..
اللي خلى ابويا كاتب قصص بوليسية مميز انه كان ظابط مباحث مميز ..
كان عنده الحاسة السادسة اللي بتخليه هو الوحيد اللي بيشك في الشخص اللي مفيش أي حد ممكن يشك فيه ، وكان شكه دايما في محله ..
على مدار 32 سنة خدمة في البوليس قدر يستفيد من الجرايم اللي حقق فيها وكشف أسرارها في إنه يكتب قصص جريمة متقنة ..
النهارده عملنا حفلة عائلية بمناسبة خروج بابا من الخدمة ..
انت صحيح مش معزوم على الحفلة دي لأنك مش واحد من أفراد عائلة سلام بس هسمحلك تحضر الحفلة دي عشان تتعرف على أفراد عيلتنا ، لإنك مش هتقدر تكمل الحكاية من غير ما تتعرف على أفرادها ..
زي ما انت شايف دي سفرة الغدا ، واللي قاعد في النص دا بابا ..
- شيرين ، هيفوتك نص عمرك لو مدوقتيش الديك الرومي دا ، مرجان الطباخ ابن العفاريت مش عايز يدي سر الخلطة لحد
= نو واي يا بابي ، حضرتك عارف موقفي من الموضوع دا من زمان
- هتفضلي عايشة على السوتية طول عمرك يعني
= انا مبسوطة كدا ، عايزني آكل لحم كائن حي برئ مالوش أي ذنب غير ان **** خلقه ديك رومي
* عادي يعني ، لو كان **** خلقه خروف ، أو فرخة أو بقرة أو سمكة كنا هناكله برضو
= اسكت انت يا رامز يا دموي يا متوحش
* دموي عشان مش نباتي زيك ، خلاص بقيت سفاح ، انتي محسسانا اننا من آكلي لحوم البشر
= ايه الفرق كلها أرواح بريئة
- **** يكون في عون جوزك ، عاملة ايه معاك يا سيف ، تلاقيها مجوعاك
+ هنعمل ايه بس يا باشا ، صاحبك على عيبه ، ودي مراتي مش صاحبتي
- ولا يهمك يا واد ، كل ما نفسك تروح لما لذ وطاب تعالى عندنا ، احنا ناس متوحشين وبناكل لحمة
+ يا ريتني هخلص بعد كدا يا باشا ، اول ما نروح شقتنا هتقعد تسم بدني ، انت ازاي بيجيلك قلب تعمل كدا ، انا مش مصدقة اني متجوزة راجل متوحش ، دا انت كدا ممكن تقتلني في أي وقت
- بت يا شيرين ، خفي على جوزك ، الراجل شقيان ومش ناقصك
= طبعا مين هيشهدله غيرك ما هو إبنك الوحيد
* ابنه الوحيد ازاي يعني يا شيرين ، أمال احنا نبقى مين ، ولاد الجيران
- اختك متقصدش يا رامز ، وبطل تقفلها عالواحدة كدا ، قولي يا سيف ، أخبار الشغل ايه
+ معايه اليومين دول قضية مكلكعة كدا ، واحد انتحر في ظروف غامضة جدا ، مع اننا لما فحصنا تليفونه لقيناه باعت رسالة على الواتس لدكتور نفساني بيأكد معاه الميعاد ، مش معقول يكون انتحر فجأة كدا
- وايه اللي خلاكم تفكروا انه انتحر يعني ، عشان بيروح لدكتور نفساني ؟ هو أي مريض نفسي ممكن ينتحر ؟
+ مش دا السبب الوحيد يا باشا ، بس مفيش أي آثار عنف ، الجثة سليمة 100 ٪ التشخيص المبدأي بتاع الدكتور اللي كشف عليه بيقول انها سكتة قلبية
- والتشريح قال ايه ؟
+ لسه تقرير الطب الشرعي مطلعش
- طب وانت شايف انه انتحر ازاي
+ كتم نفسه ، دي وجهة نظري
# مستحيل إيه العك دا
- اهو جالك المتخصص اهو ، طبيب شرعي العيلة هو اللي هيفيدك ، اتأخرت ليه يا فادي ، دا احنا خلصنا أكل
= كان ورايا شغل و**** يا بابا واول ما خلصته جيت جري ، وانا داخل سمعت سيف بيه بيقول الراجل انتحر عن طريق كتم النفس ، مفيش حاجة اسمها كدا يا سيف ، مفيش حد يقدر ينتحر بالطريقة دي
+ نظريا مفيش قدامنا احتمالات كتير لإن الجثة سليمة تماما ، إما انه يكون انتحر بالطريقة دي او جاتله سكتة قلبية ومات موتة طبيعية
# وليه متقولش انه اتقتل مثلا ؟
+ ازاي يا فادي ، يا ابني بقولك الجثة سليمة تماما
# انا لسه مقابلني حالتين بالشكل دا في نفس اليوم ، قضايا قتل غريبة جدا ، والمجني عليهم عندهم نفس أعراض السكتة القلبية ، يعني احنا قدام جرايم قتل مؤكدة بس معندناش اي حاجة نكتبها في تقرير الطب الشرعي تقول انها جرايم قتل ، والحالتين طلعتلهم تصاريح الدفن واتكتب فيهم سبب الوفاة سكتة قلبية
+ ازاي الكلام دا
# القاتل الصامت ، دا سم كانوا بيستخدموه في حروب المخابرات والتصفيات السياسية ، مالوش أي أعراض ومبيبانش في التحليل ، بيدوب مع الدم وبيسبب أزمة قلبية ، والوفاة بتبان طبيعية رغم وجود جريمة قتل ، طبعا دا كله كلام نظري منقدرش نثبته غير لما تتوافر تحت إيدينا عينة من السم دا ونقدر نخضعها للإختبارات المعملية
= إيه يا فادي انت هتقلب الحفلة تحقيقات وجرايم قتل مش معقول كدا
# انتي بتتشطري عليا انا ما تقولي الكلام دا لجوزك ، مش هو اللي فتح الموضوع دا من الاول
= طب خلاص كفاية كدا بقى خلونا نعرف نكمل أكل
- انا خلاص شبعت ، ابعتولي القهوة على البلكونة ، آه ، خلي مرجان يعملي القهوة سادة ..
ودي كانت أول مرة بابا يشرب فيها قهوة سادة ، وآخر مرة يشرب قهوة ..
لأنه مات بعد ما شرب القهوة دي بعشر دقايق بس ..
#قهوة_سادة
بيقولوا يؤتى الحذر في مكمنه ، مين كان يصدق ان اللوا جميل سلام اللي عاش طول حياته يحل أعقد القضايا ويكتب قصص جريمة كانت بتتدرس في كلية الشرطة يتحول حدث موته لجريمة قتل كاملة مفيهاش ولا غلطة ، ولغز كبير محدش عارف يحله ..
موت والدي كان زلزال ضرب بيت العيلة كله ، وكان اختبار صعب أوي لحقيقة مشاعر كل فرد من أفراد العيلة دي ..
شيرين مثلا حصلها انهيار عصبي بمجرد ما سمعت الخبر ، ودخلت المستشفى وحالتها سيئة جدا ..
رامز بقى مشغول نصيبه هيكون كام من تركة بابا ، دا اللي شاغله اكتر من اي حاجة تانية ..
رامز من يومه وهو انسان فاشل مالوش هدف ولا عنده حلم ..
دخل الكلية الحربية ومقعدش فيها اكتر من 3 أسابيع ، وضرب واحد من مساعدين التعليم بتوعه واترفد ..
بعد كدا فتح مشروع مع واحد صاحبه ، مزرعة كلاب ، خد راس مال المشروع كله من بابا **** يرحمه على سبيل السلف ، والمشروع خسر والفلوس اتبخرت ..
بعد كدا دخل شريك في مطعم ، وبرضو من فلوس بابا ، المطعم كان شغال كويس جدا ، وكان بيعمل هامش ربح محترم ، لحد ما اتقدم فيهم بلاغ انهم بيستخدموا لحمة حمير في الأكل اللي بيقدموه للناس ، والمطعم اتشمع ..
وللا جوز الست اللي مسكه في شقته ومع مراته ، والاستاذ رامز ضرب الراجل علقة سخنة وكسرله مناخيره ، وبرضو بابا دفع للراجل مليون ونص عشان يتنازل عن المحضر ..
طول عمر المرحوم عايش يلم فضايح وبلاوي رامز ، وهو طول عمره إنسان مستهتر وميعرفش أي حاجة عن المسؤلية ..
حتى لما اتجوز ، مراته مقعدتش معاه غير شهر واحد بس وبعدين طلقها ، مع إنها كانت إنسانة كويسة وبنت ناس ..
ودلوقتي رامز كل همه ياخد نصيبه من الميراث عشان يفرتكه على نزواته وجنانه ..
أما سيف كان اكتر حد متماسك فينا ، من ساعة ما سمع الخبر وهو صالب طوله قدامنا ، منزلش ولا دمعة ، لكن دا ميمنعش اني شوفته اكتر من مرة قافل على نفسه المكتب ومفطور من العياط زي العيال الصغيرة ، محبيتش اعرفه اني شوفته عشان ما اجرحوش ..
سيف طول عمره يحب يبان جامد وشديد رغم ان قلبه زي الأطفال ..
كان بيحب بابا جدا ، وبابا كان بيحبه يمكن اكتر مننا ، وانا عمري ما اتضايقت من حاجة زي دي ، بس دا كان طول عمره سبب في الخلاف والغيرة اللي بين سيف وبين رامز ..
الحقيقة ثقة بابا في سيف مكانتش من فراغ ..
سيف اصلا ابن واحد صاحب بابا ، كان صديق عمره ، ومات شهيد في مداهمة لبيت تاجر مخدرات كبير اسمه بدر العتيبي ، خبر القبض عليه هز مصر كلها في التمانينات ، لما والد سيف مات ، كان سيف عمره 3 سنين ، ومكانش ليه اي حد في الدنيا ، بابا خده ورباه وسطنا في البيت ..
أمي **** يرحمها كانت بتعتبره واحد مننا ..
لما سيف كبر كان هو اللي شايل مشاكل البيت ومسؤولياته على كتفه ..
هو اللي كان بيتابع كل مشاريع ابويا ، رغم أنه ظابط شرطة ..
وهو اللي كان بيهتم بالصغير والكبير في البيت دا ..
ولما ماما ماتت ، سيف كان اكتر واحد فينا حزين عليها ، ولحد النهارده هو الوحيد اللي لسه بيزور قبرها بانتظام بقاله خمس سنين ..
مايسة رجعت من اسكندرية اول ما عرفت الخبر ..
مايسة دي مرات ابويا ، اتجوزها من اربع سنين ، بعد وفاة ماما ..
مفيش أي حد في البيت كان بيستريحلها ، فيه كلام كتير كان داير حواليها ، بيقولوا جوزها كان إرهابي ، وبابا هو اللي صفاه بإيده وهو رايح يقبض عليه ..
كان موقفها غريب لما وافقت تتجوز واحد اكبر منها ب 25 سنة وفوق دا هو اللي قتل جوزها ..
بس ابويا كان بيحبها ، ومكانش بيقبل كلمة من حد عليها ، حتى سيف نفسه ..
في اخر 3 شهور في حياة ابويا كان فيه مشاكل بينهم ، احنا بطبيعة الحال منعرفش أسبابها عشان ابويا طول عمره كتوم ومحدش يعرف حاجة عن حياته الخاصة ..
بس هي كانت سايبة البيت وعايشة عند اختها في اسكندرية ..
لما عرفت الخبر جت وعيطت شوية عشان تحلل القرشين اللي هتورثهم ..
موت ابويا بالطريقة دي قسم العيلة نصين ..
نص متشكك في سبب الوفاة وشايف ان فيه جريمة قتل ورا الموضوع ، ودا كان بيمثلني انا وسيف عشان طبيعة شغلنا ورتنا حالات قتل مشابهة .. وكانت بتوافقنا الرأي شيرين رغم أنها من جواها ممكن تكون مش مؤمنة أوي ان ممكن حد يتقتل من غير ما يظهر عليه أي علامات ، لكن هي كانت بتمضي على بياض ورا جوزها وعمرها ما خالفته في أي رأي ..
النص التاني اللي بيمثله رامز ومايسة كان ضد فرضية القتل دي خالص وشايفين ان الوفاة طبيعية جدا ومفيهاش أي حاجة ملفتة ..
وحجتهم اننا حرام نشرح جثته وإكرام الميت دفنه وكل الكلام دا ، وطبعا السبب معروف ، مستعجلين على إعلام الوراثة عشان كل واحد فيهم ياخد نصيبه من التركة ..
لكن انا كان فيه حاجة مش مريحاني في القضية كلها ، ومخلياني استبعد الاحتمالين ، احتمال القتل والوفاة الطبيعية ..
أبويا عمره ما شرب القهوة سادة ..
عموما هنشوف تشريح الجثة هيقول إيه ..
وانا هحضره بنفسي رغم ان دا شيء صعب اوي عليا ..
بس فيه مفاجأة حصلت قلبت كل الموازين ..
وغيرت كل مسارات تفكيرنا ..
بابا كان سايب وصية .. وصية غريبة جدا ..
#قهوة_سادة
الوصية اللي بابا سابها كان فيها أغرب حاجة ممكن حد فينا يتصورها ..
أبويا كان كاتب كل ما يملك بيع وشرا بإسم مراته مايسة ..
تصرف غير مفهوم وغير مبرر وقلب كل موازين الأمور حرفيا ..
العقود كلها مكتوبة ومتوثقة بتاريخ قريب ، يعني في الوقت اللي كانت مايسة فيه أصلا زعلانة مع بابا وقاعدة عند اختها في اسكندرية
الحكاية كلها مكانتش مفهومة ..
رامز :
يعني إيه ابويا كتب كل حاجة بإسمها ، ازاي ، لا ، الكلام دا ميدخلش دماغي ، العقود دي مزورة
المحامي :
جرى ايه يا رامز ، هو انا بتاع كفتة ، هو لو العقود دي مزورة المفروض مين أول حد يكتشف حاجة زي دي
فادي :
رامز طبعا ميقصدش يا أنكل نسيم ، احنا كلنا عارفين انك اقرب صاحب لبابا **** يرحمه مش بس المحامي بتاعه ، بس اعذرني يعني الموضوع غريب ..
نسيم :
أنا عارف يا فادي يا ابني ان الموضوع غريب ، ومتوقع الصدمة دي من أول لحظة جميل **** يرحمه قالي فيها أنه عايز يكتب كل ممتلكاته بإسم مدام مايسة ، وكتب وصية انكم متعرفوش القرار دا غير بعد ما يموت ، و**** وحده العالم أنا عارضته في الخطوة دي قد ايه بس هو صمم
شيرين
و**** براڤو عليكي يا مايسة ، انتي طلعتي شاطرة أوي ، مع إنه مكانش يبان عليكي خالص ، قدرتي تقنعي بابا ازاي بقى يعمل حاجة زي دي ؟
سيف :
شيرين ، اسكتي ، كفاية كدا
شيرين :
إيه يا سيف ، انت خايف لاعرف الطريقة وامضيك على تنازل عن كل ممتلكاتك انت كمان ؟ متخافش يا حبيبي ، مش هعرف اعمل كدا ، أصلي مش شاطرة أوي زي الست مايسة
سيف :
قلت بس يا شيرين ، أنا آسف يا مدام مايسة ، انا بعتذرلك ، شيرين متقصدش
رامز :
تعتذرلها عن إيه يا سيف ، انت هتعملي فيها مطيباتي ، وبعدين انت مالك اصلا بموضوع زي دا ، تكونش فاكر نفسك هتورث معانا كمان
شيرين :
رامز ، متتكلمش مع سيف كدا ، سيف طول عمره بيخاف علينا وبيحافظ على فلوسنا ، روح اتشطر على اللي كلت دماغ ابوك وبيعته اللي وراه واللي قدامه
مايسة :
متشكرة أوي يا شيرين ، بس انا بقى عايزة اوضحلك حاجة متعرفيهاش ، أنا كنت ضد الفكرة دي من أولها ، وعارضت والدك **** يرحمه فيها وقولتله الكلام اللي انت بتقوله دا ميرضيش **** وانا مش ممكن اوافق عليه ، ويشهد على كدا الاستاذ نسيم صاحب باباكم ، آهو كان حاضر كل حاجة وعارف الموضوع من أوله
نسيم :
فعلا يا ولاد ، مدام مايسة كانت رافضة الحكاية دي ومحدش كان فاهم اصلا ابوكو بيعمل كدا ليه
مايسة :
وعشان ازيدكم من الشعر بيت ، انا أربع سنين جواز من ابوكم مشتريتش لنفسي خاتم دهب من ثروته ولا ليا جنيه واحد في البنك ، وعمري ما زعلت منه ولا اتخانقت معاه غير لما خد القرار الغريب دا ، انا طلبت الطلاق عشان اخليه يتراجع عن القرار دا ، والخلاف بيني وبينه كبر فعلا وكان هيوصل للطلاق بجد ، لولا ان الاستاذ نسيم اتدخل وقالي اعمليله اللي هو عايزه وفي النهاية محدش هيقدر يجبرك تاخدي حاجة لو انتي مش عايزة ، وانا كنت جاية النهارده اقسم عليكم ثروة ابوكم اللي كتبها كلها بإسمي حسب شرع **** وكل واحد ياخد حقه ..
فادي :
إحنا طبعا بنشكرك يا مدام مايسة على احساسك الطيب دا ، وعلى موقفك المحترم ، انتي بنت أصول حقيقي ، وإذا كانوا يعني اخواتي كلموكي بأسلوب مش كويس اعتبريهم زي اخواتك الصغيرين ، في النهاية هما أعصابهم مشدودة عشان اللي حصل لبابا ، وعشان القرار دا غريب زي ما انتي فاهمة طبعا
مايسة :
انا مقدرة يا دكتور فادي وكلام شيرين ورامز معايه ممكن يخليني ازعل منهم ، لكن مش ممكن يخليني أخالف شرع **** ، دي سكة ودي سكة تانية خالص ..
رامز :
لا و**** احنا مش عارفين نشكرك ازاي يا ماما مايسة ، انتي ست طيبة بجد ، **** يكتر من أمثالك يعني ، هتوزعي علينا ثروة ابونا ، متنسيش بقى تدي كل واحد فينا مصروفه
مايسة :
كفاية بقى يا رامز ، انا مش هستحمل سخافتك اكتر من كدا ، إذا كانت حالتك النفسية سيئة بسبب موت باباك ، انا كمان نفسيتي زي الزفت ، وإذا كنت متضايق عشان الوصية اللي سابها دي فانا بقولك اهو مش عايزة أي حاجة ، انا خدت نصيبي في البيت دا لحد كدا
رامز :
مش بمزاجك ، هتعملي دا بس مش بمزاجك ، انتي فاهمة اني هسيبك تاخدي جنيه من حقي
مايسة :
اه ، ماشي ، انا بقى مش هتنازل عن أي حاجة من حقي يا أستاذ رامز ، انا كنت رافضة الفلوس دي بمزاجي وبكامل إرادتي ، لكن طالما الحكاية لوي دراع فأنا دراعي مبيتلويش ، أستاذ نسيم أرجوك تشوف الإجراءات المطلوبة وتكلمني ، انا آسفة مش هقدر اكمل الاجتماع دا ، انا تعبانة ومحتاجة ارتاح ، عن إذنكم ..
نسيم :
عاجبك كدا ، انا مش فاهم لحد امتى هتفضل ولد مستهتر وتلفان بالشكل دا ، بوظت كل حاجة
سيف :
يالا بقى كلنا مع بعض نسقف للأستاذ رامز الشبح اللي شخط في مرات ابوه ووراها العين الحمرا وعقدلنا الدنيا اصلا بعد ما كانت المشكلة هتتحل
فادي :
مالكش حق يا رامز ، الست مقالتش اي حاجة عشان تسمعها الكلمتين دول
شيرين :
إزاي ، ميبقاش رامز لو مدخلش علينا بزعابيبه وبوظ كل حاجة فوق دماغنا اكتر ما هي متهببة ، عارف حكاية ميراث بابا دي ، انت أكتر واحد هتتأثر بيها ، احنا كلنا عندنا حياتنا ومشاريعنا الخاصة ، انت الوحيد اللي كنت معتمد على فلوس بابا طول عمرك ، ودلوقتي ابقى لم تبرعات بقى عشان تعيش
رامز :
إييييه ، خلاص ، كلكو هتطلعوا قرفكو عليا انا ، إيه يا شيرين هانم ، رامز مش عاجبك ، انتي وجوزك بقيتوا من أصحاب المشاريع وانا اللي هلم تبرعات ، بعد ما جوزك نهب ابوكي وعمل ثروة من فلوسه جاية دلوقتي تقوليلي انا الكلام دا ..
سيف :
انت عيل مش محترم ، ولولا اني مراعي الظرف اللي احنا فيه انا كنت علمتك الأدب ، ودلوقتي اتفضل اطلع برا
رامز :
لااا ، دي هبت منك عالآخر ، انت بتطردني من بيت ابويا يا جربوع يا حشرة
سيف :
دا مش بيت ابوك دلوقتي ، دا بيت مرات ابوك وكلنا ضيوف عندها ، وانت هتخرج من هنا دلوقتي على رجليك عشان اعرف اتصرف واعالج الموقف الزبالة اللي انت حطيتنا كلنا فيه بجعجعتك ، ولو زودت كلمة كمان هخلي الشغالين يرموك في الشارع
فادي :
إمشي يا رامز ، إمشي بقى كفايه مشاكل بسببك
شيرين :
إنت مستني إيه ، ما تمشي بقى يا أخي جاك القرف
رامز :
كدا ، طاااايب ، اتفقتوا عليا كلكم ، بس انا مش هسكت ، ومش هسيب حقي ، واللي اسمها مايسة مش هتتمتع ساعة واحدة بفلوسي
فادي :
هنعمل ايه دلوقتي يا سيف
سيف :
هحاول أصلح اللي هببه رامز دا ، بالليل هعدي على مدام مايسة اتكلم معاها شوية لو مكانتش لسه سابت القاهرة
نسيم :
لا ، مدام مايسة نازلة في فندق هنا ، واعتقد مش هترجع اسكندرية قبل ما تبلغني
سيف :
يبقى كويس أوي ، هقابلها بالليل واتكلم معاها وان شاء **** هعرف اوصل معاها لحل ، لكن اللي يهمني اكتر من أي حاجة اني افهم ايه حكاية الوصية دي ، وايه الأسباب اللي خلت عمي **** يرحمه يعمل كدا ، دا هيكشفلي كتير اوي من ألغاز القضية المكعبلة دي ، قولي صحيح يا فادي ، ايه نتيجة التشريح
فادي :
زي ما اتوقعت انا وانت ، مفيش أي آثار سم ، الوفاة حصلت بسبب سكتة قلبية عادية جدا ، بس انا وانت عارفين ان الموضوع مش طبيعي
سيف :
يبقى *** الأمر من قبل ومن بعد ، كدا مفيش قضية
شيرين :
يعني إيه ، حق بابا هيروح ، ابقى عارفة ان فيه حد قتل ابويا ولسه عايش وبيتنفس ؟
نسيم :
وهما هيعملوا إيه بس يا شيرين ، قانونا مفيش أي شبهة جنائية في الوفاة ، يعني مفيش قضية من أصله
سيف :
متقلقيش يا شيرين انا مش هسكت ، وهتابع الموضوع دا بنفسي ، بشكل شخصي مش رسمي ، انا استجوبت مرجان الطباخ ، إجاباته منطقية جدا ومفيش في كلامه حاجة تثير الشك ، بس دا ميمنعش اني هفضل حاطه تحت المراقبة ، طرف الخيط لازم يبتدي من عنده
فادي :
معتقدش ان مرجان الطباخ ممكن حد يشتريه عشان يقتل بابا ، دا راجل متربي في بيتنا ، وابويا ليه أفضال كتير اوي عليه
سيف :
مش شرط يكون حد اشتراه يا فادي ، ممكن يكون حد استخدمه من غير هو ما يعرف ، عموما انا وراه مش هسيبه ، اللي يهمني دلوقتي اني افهم ايه قصة الوصية دي ، الحكاية دي فيها إنة ، ووراها لغز كبير لو حليناه هنوصل للي قتل عمي **** يرحمه ..
" سيف كان كلامه صح ، وموزون جدا ، هو دا سيف طول عمره ، صوت العقل اللي مبيفكرش بمشاعره ، راجل شرطة زي ما بيقول الكتاب ، بيتكلم بالدليل وبس ، اللي عمله رامز اخويا عقد الأمور جدا ، مش بس ضيع ثروة بابا اللي كانت مايسة هتتنازل عنها ، هو كمان ضيع علينا اخر فرصة عشان نفهم ايه اللي حصل ، وايه السبب في موت ابونا الموتة الغامضة دي ، لو كنا اتكلمنا بهدوء مع مايسة كنا فهمنا منها حاجات كتير ، كنا عرفنا ليه ابويا يكتبلها كل ثروته ، وليه كان حاسس ان أيامه في الدنيا معدودة مع إنه مكانش بيعاني من أي أمراض وصحته كانت كويسة جدا ، ليه كتب الوصية دي في الوقت دا ، **** يسامحك يا رامز ، لولا طيشك وغباءك كان زماننا عندنا إجابات عن كل الأسئلة دي ، سيف كان بيقول انه هيروح لمايسة الفندق بالليل وهيتكلم معاها ، لكن للأسف ، سيف اتأخر ، لإن مايسة ماتت في نفس اليوم ، ماتت بنفس الطريقة .. سكتة قلبية مفاجأة .. بعد ما شربت فنجان قهوة سادة "
#قهوة_سادة
#الحلقة_الرابعة
سيف :
شوفوا يا جماعة ، احنا مجتمعين النهاردة كلنا علشان كل المؤشرات بتقول اننا في خطر حقيقي ، كلنا في خطر
شيرين :
فيه إيه يا سيف قلقتني
سيف :
أكيد عرفتي ان مايسة ماتت ، بس اللي يمكن تكوني معرفتيهوش ان آخر حاجة شربتها قبل ما تموت ، فنجان قهوة سادة
رامز :
إيه الهري دا ، وانا مالي شربت قهوة سادة وللا كافيه لاتيه ، انا اللي يخصني في الليلة دي كلها موقفنا احنا ، الثروة اللي ابويا كتبهالها قبل ما يموت دي ، دلوقتي اكيد اتنقلت للورثة بتوعها ، احنا هناخد الفلوس دي ازاي ؟
فادي :
اهدا شوية يا رامز واسمع ، الكلام اللي سيف بيقوله كلام مهم
رامز :
أهم من فلوسنا اللي ضاعت ؟
سيف :
فلوسك مكانتش هتضيع يا أستاذ رامز لولا تصرفك الغبي وكلامك مع مايسة **** يرحمها اللي خلاها تركب دماغها بعد ما كانت جاية تتنازل عن كل حاجة ، انت ضيعت حقك وحق اخواتك من تركة ابوك ، ودلوقتي مش هسمحلك تضيع عمرهم كمان ، لولا ان الخطر اللي جاي دا مش هيفرق بين حد والتاني ، انا مكنتش وافقت انك تحضر الاجتماع دا من الأساس ، لكن للأسف ، كلنا في مركب واحدة ، يا تعدي بينا كلنا ، يا تغرق بينا كلنا
رامز :
مركب إيه وغواصة إيه ، انت بتتكلم في إيه بالظبط
سيف :
**** خلقلنا لسان واحد وودنين عشان حكمة ياريت تفكر فيها شوية ، انا هتكلم دلوقتي وكلكم هتسمعوني ، لو أي حد قاطعني مش هيكمل معانا الاجتماع
رامز :
هو فيه إيه يا عم ، انت بتبيع وتشتري فينا ليه كدا
سيف :
عشان انا اللي بدير الليلة دي دلوقتي ، وللا اقولك حاجة احسن من كدا ؟ عشان انا ديكتاتور ومتسلط عاجبك كدا
شيرين :
ما تسكت بقى يا رامز خلينا نفهم ايه الحكاية
رامز :
سكتنا ، اتفضل احكي يا .. سيف بيه
سيف :
فيه نوع من السموم الخطيرة جدا دخل مصر الفترة اللي فاتت ، السم دا مفعوله بيسري خلال أقل من 10 دقايق ، وبيسبب سكتة قلبية ومبيسبش أي أثر في الجثة يدل على وجود شبهة جنائية في الوفاة ، يعني من الاخر مبتقدرش تحدد إذا كان الضحية مات بالسم وللا مات موتة طبيعية ..
لحد وقت قريب كل دا كان كلام نظري مالوش أي إثبات عملي ، لحد ما قابلتني في شغلي حالة ماتت بنفس الطريقة دي ، في نفس اليوم اللي مات فيه عمي **** يرحمه ، تحديدا قبل وفاته بساعات قليلة .. وبعد كدا مايسة
شيرين :
طب هو فيه رابط بين الحالات دي يا سيف ، وللا دا مجرد تشابه في سبب الوفاة ؟
سيف :
للأسف يا شيرين ، فيه رابطين لحد دلوقتي بين ال 3 حالات ، الرابط الأول غريب بالنسبالي لحد دلوقتي وغير مفهوم بالمرة وبحاول ألاقيله تفسير مع فادي وهو إن ال3 حالات ماتوا بعد ما شربوا قهوة سادة ، أو جايز السم كان في القهوة السادة ودا تصور منطقي لكن هيسيب وراه علامة استفهام بطبيعة الحال
فادي :
إيه اللي يخلي 3 ضحايا يشربوا قهوة سادة قبل ما يموتوا بما فيهم بابا اللي عمره ما شرب القهوة سادة ، ومايسة اللي عمرها ما شربت القهوة أصلا ، وهل المركب الكيميائي المتسبب في الوفاة له نشاط خاص إذا تمت إضافته للقهوة ؟
سيف :
بالظبط يا فادي
شيرين :
هو لغز غريب فعلا ، طب إيه الرابط التاني ؟
سيف :
الرابط التاني كان ممكن يتشاف على إنه صدفة لو مكانش فيه رابط أولاني ، لكن في ظل وجوده فدا مؤشر لوجود خطر علينا كلنا ، أو بمعنى أصح ، مقدرش احدد مين فينا عليه الدور بعد عمي ومايسة
شيرين :
اتكلم على طول يا سيف متلعبش بأعصابنا
سيف :
لما روحت امبارح الفندق اللي نازلة فيه مايسة علشان اصلح الموقف اللي اتسبب فيه رامز وعرفت انها ماتت بنفس الطريقة اللي مات بيها عمي ، كان منطقي ارجع لأول حادثة قابلتني من النوع دا ، بتاعة الراجل اللي مات في نفس اليوم اللي مات فيه عمي ، ولما روحت هناك عشان اتابع التحقيقات واشوف تقرير الطبيب الشرعي جايز اوصل لأي معلومة جديدة ، عرفت خبر مش سعيد خالص ، فيه 3 تانيين ماتوا بنفس الطريقة ، التلاتة شربوا قهوة سادة ، والشيء المرعب في الموضوع ، ان ال3 قرايب الميت ، مراته ، واتنين اخواته ..
ودا اللي خلاني اربط ما بين الحادثة الغريبة دي وبين وفاة باباكم ووراه على طول مراته بنفس الطريقة ، فيه قاتل متسلسل بيستهدف عيلتنا ، وبيستخدم نفس طريقة القتل ، وبيعمل دا في وقت قصير جدا ، ليه وازاي لسه مش عارفين ، لكن اللي اعرفه ومتأكد منه .. إن فيه واحد من اللي قاعدين دلوقتي عليه الدور عشان يموت ..
رامز :
يا سلام ، بقى هي الحكاية كدا ، خلاص يا سيدي بسيطة ، منشربش قهوة تاني طالما طلعت خطر كدا
سيف :
ولو ان اللي بتقوله تريقة ، وياريتها تريقة دمها خفيف ، لكن سخيفة زيك ، لكن للأسف أول مرة يكون عندك حق ، الموضوع مش منطقي ولا عقلاني بالمرة ، لكن احنا دلوقتي بنراهن على حياتنا ، فمعندناش أي رفاهية اننا نكون منطقيين واحنا في وسط الخطر ، فاللي هيحصل كالتالي ، كل اللي موجودين هنا مش هيخرجوا من البيت دا تحت أي ظروف ، باب الڤيلا هيتقفل وكلكم هتفضلوا هنا لحد ما نفهم ايه اللي بيحصل بالظبط ..
رامز :
هتحبسنا يعني وللا إيه
سيف :
تقدر تقول كدا
رامز :
لا بقى ، الهبل دا ميتسكتش عليه ، انت قاري روايتين من بتوع بابا واكلين دماغك وللا إيه يا سيف
سيف :
باباك نفسه ما اتوقعش الطريقة اللي اتقتل بيها في أعقد رواياته ، والكلام اللي بقوله دا أوامر عسكرية غير قابلة للمناقشة ، وحذاري يا رامز ، والكلام لشيرين وفادي ، حذاري حد فيكم يفكر مجرد تفكير أنه يخالفني أو يتحدى التعليمات دي ولو على سبيل الفضول ، صدقوني مفيش حاجة هتوقفني حتى لو اضطريت امنعكم من الخروج بالقوة
فادي :
أيوه يا سيف بس دا برضو كلام ميتعقلش ، مش معقول هنحبس نفسنا في البيت يعني ، طب لحد امتى
شيرين :
فادي عنده حق يا سيف ، كمان متنساش ان بابا مات جوا البيت دا مش براه
سيف :
من مصلحتنا يا شيرين اننا نضيق مساحة الخطر على قد ما نقدر ، خروج أي حد فينا من البيت في الظروف دي يعتبر انتحار وانا مش هستئذنكم عشان احافظ على حياتكم ، انا مشيت كل الشغالين وغيرت كوالين الابواب ، ووقفت اتنين عساكر تحت قدام الڤيلا ، وقرار ان محدش يخرج من هنا لحد ما نفهم ايه اللي بيحصل مبقاش قرار اختياري
ألو ، أيوه يا تيتو ، مش هعرف اجيلك دلوقتي ، هتأخر عليك شوية ، محبوس يا سيدي في البيت ، إيه ، لا دي حكاية كدا هحكيهالك لما نتقابل ، بقولك ايه اسمع ، انا هعمل محاولة كدا وهجيلك ، تعالى نتقابل في المكان اللي بنسهر فيه على طول ، بعد ساعتين من دلوقتي مثلا ، هتصرف ، هنط من على سور الجنينة ، ما قولتلك لما نتقابل يا تيتو هفهمك كل حاجة ، يالا سلام ..
* * *
_ مساء الخير ، مش دا بيت الأستاذ جميل سلام
= أيوه مظبوط مين حضرتك
= انا طاهر مراد ، مدير دار النشر اللي الأستاذ جميل بيشتغل معاها ، اقدر أقابله
_ امممممم ، للأسف يا أستاذ طاهر ، عمي جميل تعيش انت
= إيه ، إمتى دا حصل
_ من 3 ايام بس
= لا حول ولا قوة إلا ب**** ، كلنا لها ، معلش يا إبني شد حيلك
_ الشدة على **** ، مقولتليش ، حضرتك كنت عايز المرحوم في إيه
= و**** يا أستاذ انا كنت جاي اعرض عليه الشكل النهائي اللي هتخرج بيه روايته الأخيرة ، واخد رأيه نطبع على النسق دا وللا محتاج يغير حاجة لكن للأسف ملحقش يشوفها
_ روايته الأخيرة ، هي فين دي
= اهي ، انا كنت جايبله نسخة معايه ، عموما كدا هنحتاج حد من الورثة يشرفنا في الدار عشان نسوي معاه المتعلقات المالية بتاعة المرحوم ، الف رحمة ونور عليك يا جميل بيه ، عن إذنك يا إبني ، محدش يجيلك في حاجة وحشة ..
سيف :
يا جمااااعة ، تعالوا هنا حالا
شيرين :
فيه إيه يا سيف ، فيه حاجة حصلت ؟
سيف :
حاجة غريبة جدا
فادي :
خير
سيف :
حد فيكم كان عنده فكرة ان عمي قبل ما يموت كان عنده رواية جديدة تحت الطبع ؟
شيرين :
لا ، اول مرة اسمع عن حاجة زي دي
سيف :
من شوية الناشر جه هنا وكان عايز يقابل عمي عشان ياخد رأيه في شكل الطباعة وساب النسخة دي
فادي :
حتى لو فرضنا ان بابا كان شغال في رواية جديدة قبل ما يموت واحنا منعرفش ، ايه الغريب في كدا
سيف :
اقرا إسم الرواية وانت تعرف
شيرين :
قهوة سادة ؟؟ يعني ايه ، وريني الكتاب دا يا سيف ، غريبة أوي ، الرواية مكتوبة بالعامية ، بابا عمره ما كتب السرد بتاع رواياته بالعامية
فادي :
اقري آخر صفحة يا شيرين وسمعينا
شيرين :
" انت اللي بتختار تموت وللا الموت هو اللي بيختارك ، سؤال صعب جدا ، الشخص اللي عليه الدور دايما بيكون مسلوب الإرادة قدام المشروب الجنائزي ، رمز الموت ، ما دامت دي محطتك لازم تنزل ، حتى لو مكنتش بتحب تشرب القهوة سادة ..
الأب شرب مشروب الموت ، ووراه مراته الصغيرة الجميلة ، ووراهم إبنه الطايش ، هرب من حصنه وخرج للموت برجليه ، واتحدى رهبته وشرب النخب الأخير "
أنا مش فاهمة أي حاجة من الكلام دا
سيف :
فين رامز ؟؟
* * *
_ آدي الحكاية كلها يا عم تيتو
= ايه يا ابني الفيلم الهندي دا ، هو دا كلام يخش الدماغ
_ اهو دا اللي حصل يا تيتو ، يعني انا هضحك عليك
= مش القصد يا صاحبي ، بس الحكاية أصلها غريبة أوي ، متتصدقش ، واقولك بقى حاجة ، جوز اختك دا مش سالك ، واقطع دراعي ان ما كانت وراه مصيبة سودا ، وهو اللي استولى على فلوس ابوك كلها
_ دا الاحتمال الأكبر ، بس انا مش هسيبه
= طب بقولك ايه ، احنا نضرب كاسين حلوين ونقعد نمخمخ ونشوف هنعمل ايه معاه
_ لا ، مش عايز خمرا ، أنا هشرب قهوة .. قهوة سادة
بعد موت رامز احنا عرفنا إن تعبير هتشوف أيام سودا اللي بنسمعه أحيانا دا تعبير مغرق في التفاؤل ، فيه درجات أغمق بكتير من الإسود ، فيه حاجة اسمها أيام ضباب ، وفيه حاجة اسمها أيام ضلمة ، وفيه حاجة اسمها أيام عتمة ، الأخيرة دي بقى هي اللي احنا عشناها ..
كان عندنا شك ان ابويا مات مقتول ، وكنا في أول طريق بحثنا عن اللي قتله ، لقينا نفسنا قصاد لعنة غريبة بتخلص على أفراد عيلتنا واحد واحد ، والغريبة ان ابويا كان عارف كل حاجة قبل ما تحصل ومتنبئ بيها في روايته الغريبة اللي اسمها قهوة سادة ..
عملنا عزا لرامز كان متأمن بقوات كتير أوي من وزارة الداخلية وكان ممنوع فيه إن أي حد يشرب قهوة سادة ، وبعد العزا عملنا اجتماع عائلي بعد ما كرسي رامز بقى فاضي ، والمرادي كلنا كنا بنسمع كلام سيف وبننفذ أوامره من غير تفكير لإن كلنا أدركنا اننا في خطر حقيقي ومحتاجين قائد قوي وذكي وحاسم نمشي وراه لحد ما نخرج من الأزمة دي ، ومكانش فيه حد أنسب للدور دا من سيف ..
_ يا جماعة احنا محتاجين نخرج برا حزننا على رامز شوية ونفكر هنعمل ايه
= كلامك صح يا سيف
* هو مين اللي كلامه صح يا فادي ، هو رامز دا إيه ، كلب وراح ؟ دا اخونا
_ محدش قال كدا يا شيرين بس الحي أبقى من الميت
* انت بتقول الكلام دا بس عشان قلبك مش محروق ، رامز مكانش اخوك الصغير زي ما هو اخويا الصغير ، تلاقيك كمان فرحان في اللي حصله عشان مكانش بيحبك طول عمره ، وعشان كسر كلامك في آخر حياته
= إيه اللي انتي بتقوليه دا يا شيرين ، سيف مش ممكن يكون
_ سيبها يا فادي ، انا مقدر الحالة اللي هي فيها ، شيرين يا حبيبتي عايزك تفهمي اني واحد منكم ، انا اتربيت في البيت دا في وسطكم ، ابوكم **** يرحمه صاحب الفضل التاني عليا بعد فضل **** سبحانه وتعالى ، ولولاه مكنتش بقيت سيف اللي انتي شايفاه دلوقتي ، ومهما زعلت من أي حد فيكم عندي سبب قوي جدا يخليني ما اكرهوش ولا احقد عليه وهو أنه إبن جميل سلام ..
احنا دلوقتي في خطر حقيقي يا شيرين ويا فادي ، خطر بيهدد حياة كل واحد فينا ولازم نتكاتف ونحط إيدنا في إيد بعض عشان نخرج من المحنة دي بحياتنا ..
= عندك حق يا سيف ، في الأول احنا كنا بندور على مجرد قاتل غامض بينفذ جرايمه بطريقة غريبة دلوقتي احنا قصاد لعنة مش عارفين أولها فين وآخرها فين ..
_ بس معانا الكتاب يا فادي ، ودا ممكن يكون دليلنا الوحيد في مواجهة اللعنة دي ، أحداث الرواية اللي كتبها والدك **** يرحمه تنبأت بكل حرف حصل في عيلتنا بعد كدا ، موت مايسة ، وهروب رامز من البيت وموته بعد كدا ..
= وبعدين ؟
_ وبعدين مفيش
= بالظبط ، وبعدين مفيش ، ودي الكارثة ، الرواية مالهاش نهاية يا سيف ، الرواية غير مكتملة ، الأحداث بتخلص عند موت رامز ، يعني برضو مش هنقدر نتنبأ إيه اللي ممكن يحصل بعد كدا
_ ما انا برضو محتاج افهم إيه علاقة عمي باللعنة دي ، وازاي قدر يتنبأ بموت مايسة ورامز وبكل التفاصيل الدقيقة اللي حصلت بعد موته ، انا ساعات بحس انه عايش ومماتش ..
= دا لغز كبير لازم نحله فعلا ، بس دا مش وقته ، الأولوية دلوقتي لتسييد مبدأ السلامة والحفاظ على أرواحنا ، خلاص مبقاش فاضل حد من عيلة سلام غيرنا احنا التلاتة ..
_ خير وسيلة للدفاع الهجوم يا فادي ، عشان نحمي نفسنا من اللعنة دي لازم الأول نفهمها ونعرف هي جاية منين بالظبط ..
" ومن اللحظة دي حياتنا كلها اتغيرت ، خروجنا من البيت بقى بحساب ، وتحت حراسة مشددة ، سيف تقريبا مكانش بينام ، كان طول الوقت مشغول ازاي يحمينا من أي خطر محتمل ، وبيفكر في اللعنة دي ، إيه أسبابها وإيه مصدرها ، وازاي نحمي نفسنا منها ، كل الضغط دا على أعصاب سيف كان طبيعي يعمل منه إنسان تاني ، عصبي ، متقلب المزاج ، ودا الشيء اللي غير مسار علاقته بشيرين مراته ، بعد الحب الكبير اللي كان بينهم ، حياتهم عرفت الملل والفتور ، بقوا يتخانقوا كتير مع بعض ، ويقعدوا وقت طويل مبيكلموش بعض ..
بعد موت رامز بشهر ، رجع رائف من البرازيل ، رائف دا إبن عمي ، سافر البرازيل من 12 سنة ، وبقى رجل أعمال وليه مشاريع كتير ، رائف رجع مصر بعد ما عرف اللي حصل لبابا ورامز ، وطبعا نزل عندنا في الڤيلا فترة الأجازة بتاعته ..
وجود رائف في وسطنا عملنا حالة من كسر الروتين ، البيت بقى فيه روح بعد ما كان اتحول لمقبرة ، رائف دمه خفيف وروش ومن النوع اللي بيحب الحياة ، قدر يخرجنا كلنا من المود اللي كنا فيه ..
لكن المشكلة أنه ولع حرايق من نوع تاني ، حرايق الغيرة ..
سيف عمره ما قدر ينسى ان رائف وشيرين كانوا بيحبوا بعض وانفصلوا بسبب غلطة غلطها رائف أيام ما كان خاطب شيرين ، قبل سيف ما يخطبها ، الغلطة دي ان فيه واحدة صاحبة شيرين كانت معجبة برائف وقدرت تخليه يميل ليها شوية ، وشيرين ظبطتهم مع بعض في كافيه في وسط البلد ، وفسخت الخطوبة وهو ساب مصر كلها وسافر البرازيل ..
حب رائف وشيرين القديم لقى في حالة الفتور والجفا اللي بينها وبين سيف تربة خصبة يقدر يعيش فيها ..
رجعوا تاني يقربوا من بعض ..
لحد ما حصلت حاجة غريبة جدا ، سيف كان في شغله ، وكان بيقرا كل حرف في ال 90 صفحة بتوع رواية قهوة سادة يمكن للمرة الألف ، سيف تقريبا حفظ كل حرف بابا كتبه ، وكان طول الوقت بيربط بين النبؤات دي وبين الأحداث اللي اتحققت بالفعل ، لحد ما في يوم سيف اتفاجئ ان صفحات الرواية زادت صفحة مكانتش موجودة قبل كدا ..
كان مكتوب فيها : رجع المسافر من منفاه الاختياري ورجع معاه شعلة الحب القديم ، فرد جديد من العيلة المصابة باللعنة ، رجع من بلاد البن عشان يموت بجرعة بن ، وهو بين أحضان حبيبته ..
سيف قفل الكتاب ورجع البيت بسرعة ، لقى رائف ميت ، في أوضة نومه ..
وطلق شيرين بس مقدرش يخرجها من دايرة الأمان اللي كان ناصبها حوالينا كلنا ..
بعد ما سيف فاق من صدمة خيانة شيرين ، كان عنده سؤال منطقي جدا ، ايه تفسير أن أحداث الرواية زادت صفحة جديدة قبل موت رائف بساعة ، إيه معنى وجود رواية قادرة تتنبأ بأحداث حقيقية بتحصل بعد كدا بتفاصيلها ..
إجابة السؤال دا كان عند الأستاذ طاهر مراد ، مدير دار النشر اللي بابا كان بيتعامل معاها ، وروحت مقر الدار انا وسيف علشان نقابل الأستاذ طاهر ، وعرفنا المفاجأة ، الأستاذ طاهر اللي جالنا البيت وقابل سيف واداه نسخة من الرواية الملعونة مات من سنة ونص ..
سيف :
الكتاب اللي معانا بيتنبأ باللعنة قبل ما تحصل بساعة واحدة بس ، انت وحظك ، يا تلحق ، يا متلحقش ، الكتاب دا أبوكم مكتبوش ، الكتاب دا اتكتب عليه ، أو اتكتب عنه ، واللي كتب الكلام دا مش إنسان ، وميقصدش يساعدنا ، يقصد يلعب بينا ..
فادي :
يعني إيه يلعب بينا ؟
سيف :
إحنا عرفنا ان رامز هيموت قبل ما دا يحصل بساعة ، يعني نظريا كان عندنا فرصة ننقذه ، لكن عمليا مكناش نقدر نعمل أي حاجة ، لإن رامز كان قافل تليفونه ، وكان قاعد في مكان محدش فينا يعرفه ، دا نفس اللي حصل مع رائف ، عرفت انه هيموت بس مكنتش اقدر اعمله حاجة
شيرين :
انت مكنتش عايز تعمله حاجة ، سيبته يموت عشان بتكرهه ، انت اللي قتلت رائف مش أي حد تاني
فادي :
إنتي بتقولي إيه ، انتي ازاي بحجة كدا وعينك يندب فيها رصاصة ، مش مكسوفة من نفسك ؟ مش مكسوفة من اللي عملتيه
شيرين :
إنت كمان هتقول كدا يا فادي
فادي :
أنا لو عليا مكنتش اقول ، انا لو عليا كنت دفنتك صاحية ، يا فاجرة يا بنت ال ...
سيف :
فااااادي ، مش وقت الكلام دا ، أي خلافات شخصية بيننا لازم نركنها على جنب ونركز في حاجة واحدة ، الموت اللي بيحوم حوالينا كلنا ، احنا بنجتمع بشكل يومي تقريبا ، وبشكل يومي برضو بيفضى كرسي من الكراسي دي ، محدش فينا يقدر يتنبأ مين اللي عليه الدور في الموت ، كلنا عارفين اللعنة كويس ، وعارفين اننا مينفعش نموت غير لو شربنا قهوة سادة ، ومع ذلك كلنا بنروح للموت مسيرين ، كإننا منومين مغناطيسيا ، ليه بنشرب القهوة واحنا عارفين انها هتموتنا
فادي :
إنت محتاج خاصية تخليك تكلم حد من اللي ماتوا عشان يحكيلك حس بإيه وهو بيشرب قهوة ساده على روح نفسه
سيف :
على روح نفسه ؟
فادي :
أيوه ، مالك يا سيف ، بتفكر في إيه ؟
سيف :
مفيش يا فادي
فادي :
مفيش ازاي ، انت فكرت في حاجة ، وعينك لمعت اول ما انا قلت الجملة دي ، هي على روح نفسه دي بتفكرك بحاجة ؟
سيف :
لأ ، مبتفكرنيش بحاجة ، عن إذنكم ، أنا خارج شوية وراجع ، خلي الكتاب دا معاك يا فادي
فادي :
لا يا سيف ، مش محتاجه ، انت لسه قايل دلوقتي انه هيلعب بينا مش هيفيدنا ، وانا شخصيا مش عايز حد يلعب بيا ، مش هستحمل دا ، إذا كان الدور عليا في الموت ، فأنا أفضل أموت من سكات ، من غير دوشة ولا نبوءات
سيف :
أنا خارج ، وهسيب الكتاب دا هنا ، ابقى حاول تبص عليه يا فادي ، حاول .. سلام
شيرين :
سيف دا هو أس البلاوي ، هو اللي ورا كل حاجة بتحصلنا
فادي :
أنا قولتلك تخرسي خالص ، مش عايز اسمع صوتك ، أنا بقرف منك ، انتي على آخر الزمن اللي توسخي اسم ابوكي
شيرين :
بقولك سيف دا هو اللي بيقتلنا واحد ورا التاني ، إفهم بقى يا أخي
فادي :
بقولك اسكتي بقى ، انتي إيه ، مبتفهميش
شيرين :
مش عايز تصدقني طبعا ، ماشي ، اتفضل ، اتفرج على الصور دي ، الظرف دا انا لقيته في خزنة سيف ، قدرت اخمن رقمها السري ، تعرف كام ؟ 1982 ، دا تاريخ ميلاد مايسة ، مرات ابوك
فادي :
إنتي بتخرفي تقولي إيه يا شيرين
شيرين :
انا مبخرفش ، بعد موت رامز بأسبوع واحد بس ، مسكت تليفون سيف ، ولقيت رسالة مبعوتة لمايسة بيقولها فيها جملة واحدة بس ، زي ما اتفقنا يا حبيبتي ، عارف تاريخ الرسالة كان إمتى ؟ بعد موت ابوك ب 24 ساعة بس ، قولي انت دا تفسيره إيه ، معناه إيه يا دكتور
فادي :
مش ممكن ، انا مش قادر اصدق اللي انتي بتقوليه دا
شيرين :
إتفرج على الصور دي وانت تصدق ، دي صور ، لمايسة مع سيف انا عرفت اسكانها واطبع منهم نسخة تانية عشان ميحسش أنهم اختفوا من الخزنة ، صور اتنين حبيبة يا أستاذ في أماكن عامة ، وبتاريخ قديم ، أيام ما كانت على ذمة جوزها الأولاني ، صدقني يا فادي ، سيف هو اللي ورا كل اللي بيحصلنا .. سيف كان علاقة بمايسة وهي متجوزة بابا ، واكيد هو اللي خلاها تضحك عليه وتستولي على كل ثروته ، وبعد كدا بقى **** أعلم هو عمل ايه ، أو خد الفلوس ازاي ..
فادي :
وانتي ليه فضلتي ساكتة طول الوقت دا ؟
شيرين :
كنت خايفة ، خايفة إيه ، انا كنت مرعوبة ، انا عايشة مع سفاح ، قادر يلبس وش الملاك طول الوقت وهو ديب مفترس ، تفتكر كان ممكن يعمل فيا إيه لو عرف إني كشفته
فادي :
إنتي إنسانة غبية ، كنتي هتضيعي حياتك وحياتي بغبائك ، بس مش دا الوقت اللي نلوم فيه على بعض ، دلوقتي انا عندي لغز واحد ، ليه سيف يعمل كدا بعد كل اللي بابا عمله عشانه ..
شيرين :
عشان ياخد بتاره
فادي :
تاره ؟ ياخد بتاره من مين
شيرين :
من ابوك
فادي :
أبويا ؟؟
شيرين :
أيوه ، أبوك هو اللي قتل أبوه
فادي :
انتي جايبة الكلام دا منين ؟
شيرين :
من بين السطور يا فادي ، اقرا كل روايات ابوك وانت تفهم ، تفتكر اصلا ليه ظابط شرطة ورجل اعمال ناجح يكون عنده وقته يكتب فيه قصص ، وتفتكر ليه كلها قصص بوليسية ، ابوك طول الوقت كان بيصرخ بالسر اللي كاتمه جواه ومش قادر يقوله لحد ، بطل كل رواية كتبها ابوك واحد قتل صاحب عمره وكمل بقية حياته بالذنب .. مربطتش دا بحاجة ؟
فادي :
طب وليه يقتل صاحبه أصلا ، اللي اعرفه انهم كانوا اكتر من الاخوات
شيرين :
الخيانة يا فادي ، امك كانت ست خاينة ، كانت على علاقة بصاحب جوزها
فادي :
لاااا ، دا انتي اتجننتي رسمي ، وصلت بيكي تتهمي امك اتهام زي دا
شيرين :
انا مش جايبة الكلام دا من عندي ، اقرا رواية لابوك اسمها فرعون وموسى آخران ، هتلاقي فيها البطل قتل صاحبه عشان اكتشف العلاقة اللي بينه وبين مراته ، وخد ابن صاحبه رباه في بيته عشان يحمي نفسه من انتقامه لما يكبر ..
فادي :
إنتي بتخرفي ، عايزة تطلعي امك خاينة وابوكي قاتل وكل دا بناء على شوية استنتاجات عبيطة من روايات خيالية
شيرين :
دي مش استنتاجات عبيطة ، ومفيش خيال مالهوش جذور في أرض الواقع ، وعموما سيف وهو بيطلقني قالي كدا ، قالي كان لازم اعرف من الاول ان الخاينة مش هتخلف قديسة ، إيه اللي يخلي سيف يتهم الست اللي ربته وسط ولادها بالخيانة ، بلاش ، انت نفسك لاحظت ازاي لونه اتغير وقام مشي اول ما انت قلت جملة " يشرب قهوة سادة على روح نفسه " الجملة دي بالنص ابوك كتبها في نفس الرواية ، على لسان البطل وهو رايح يقتل صديق عمره ، لسه مش عايز تصدق ، طيب ، انا هخليك تصدق ..
فادي :
انتي بتعملي إيه
شيرين :
هتسمع بودنك ، ألو ، أيوه يا أنكل نسيم ، انا وفادي بنكلمك لوحدنا ، احنا عرفنا كل حاجة ، حضرتك طول عمرك صاحب بابا واقرب حد ليه ، من ايام ما كنت لسه ظابط شرطة ، قبل ما تسيب الداخلية وتشتغل في المحاماة ، قولنا الحقيقة يا أنكل نسيم ، بابا قتل ابو سيف علشان كان بيخونه مع ماما صح
نسيم :
ايه بس اللي فتح الموضوع القديم دا دلوقتي يا شيرين
شيرين :
يعني صح ، كلامي صح ، مش كدا ؟
نسيم :
أبوكم عاش طول عمره بيحاول يخبي عنكم السر دا ، وانا كنت عارف ان مفيش سر بيستخبى للأبد
شيرين :
وعشان كدا سيف عايز ينتقم مننا ، صح ؟
نسيم :
لا مش صح ، سيف مات من عشر دقايق ، لسه عارف الخبر دلوقتي ، لقوه ميت في عربيته قدام أون ذا ران ، وفي إيده بواقي كوباية قهوة سادة ..
مجموعة حلقات منفصلة متصلة..
مرة هتبقي رعب، مرة دراما، مرة فانتازيا..
مجموعة قصص قصيرة مختلفة..
زي ما كان كاتبنا الكبير **** يرحمه د. احمد خالد توفيق بيعمل في حلقات الرعب في قصصه..
مجموعة قصص قصيرة مختلفة في كتيب واحد و الراوي انا..
اتمني أنها تعجبكم..
#اختفاء_تدريجي
انت أكيد شوفت فيلم واحد من الناس .. بتاع كريم عبد العزيز دا، فاكر قصته كويس ؟ أحب اقولك ان القصة دي بتحصل كتير أوي، لولا اني مش عايز ابالغ كنت قولتلك انها بتحصل كل يوم بأشكال مختلفة، شاب فاسد ابن رجل أعمال غني جدا، بيتورط في جريمة قـ.ـتل، بيكون الشاهد الوحيد على الجريمة دي واللي يقدر يثبت أي حاجة أو ينفيها واحد غلبان، بيستدعيه رجل الأعمال الكبير بعد كدا لمكتبه ويبدأ معاه لعبة المساومات، تغير شهادتك وتاخد مبلغ كبير وللا احول حياتك جحيم؟ وتبدأ اللعبة من هنا يا صديقي ..
مش عايز أدعي نبوة مزيفة واقول اني كان نفسي أشهد شهادة الحق بس خوفت من اللي هيحصلي أنا وأهلي، أنا طول عمري وانا بتفرج على الفيلم دا بحط نفسي مكان كريم عبد العزيز وبقول غلطان، إيه اللي يخليه يحارب طواحين الهوا ويخسر مراته بالطريقة البشعة دي، ما كان ياخد الفلوس اللي اتعرضت عليه ويسكت، الناس دي هتعمل اللي هي عايزاه بمزاجك أو غصب عنك.. وكأن **** أراد يحطني في الاختبار دا ..
أنا راجل مدير شركة من شركات القطاع العام، قدرت طول فترة خدمتي أعمل مبلغ مش بطال من شغلي دا، متفكرش كتير ومتسألش نفسك أنا عملت الثروة دي من طريق مشروع وللا غير مشروع عشان دي مش مشكلتنا دلوقتي .. في يوم اتوفقت اني اشقط بنت من على الفيس بوك، كنت فرحان بنفسي وبقدرتي على الشقط اللي لسه موجودة رغم اني كسرت الخمسين من سنتين، في يوم طلبت مني نتقابل، قلت يا سلام .. عز الطلب .. اتقابلنا في نايت كلوب في التجمع، المكان هناك فيه حاجتين أساسيتين .. كل اللي فيه ولاد ناس أغنيا .. كل اللي فيه سكرانين ..
سهرنا لحد الساعة خمسة الصبح تقريبا وكان المكان ابتدا يفضى، لحد ما حصلت الخناقة المعتادة اللي بتشوفوها في كل الأفلام .. وبوم بوم .. فيه شاب وقع .. من غير تفاصيل كتيرة لقيت نفسي الشاهد الوحيد اللي اسمع مكتوب في المحاضر ..هتقولي طب وبقية الناس اللي كانوا في المكان ؟ هقولك معرفش خلعوا نفسهم ازاي من المحاضر ومن القصة كلها ..
قعدت مع ابو الولد وانا مجهز نفسي تماما للي هيحصل، عرض عليا مبلغ كبير أوي، مبلغ لو حكيته في قصتي هحول معظم اللي بيقروها لناس بتجري ورا فرصة لشهادة زور ..
ومع ذلك أنا موافقتش على الرقم دا من أول مرة، موافقتش غير لما اتضاعف 3 مرات .. وتقدر تتخيل الثروة اللي حصلت عليها من كلمتين هقولهم في المحكمة ..
أنا مكنتش اعرف مين اللي ناويين يشيلوه القضية، لكن عرفت بعد كدا من السوشيال ميديا انه كان شاب غلبان، شغال سايس في الباركينج بتاع المكان، وبيجري على امه و4 اخواته .. وطبعا أبو الواد دفع فلوس لكل اللي في المكان عشان يتفقوا كلهم على نفس الشهادة ..
روحت المحكمة، وحلفت اليمين، وشهدت شهادتي، ومشيت، بس شوفت نظرة صامتة في عيون الشاب اللي شهدت عليه، نظرة مش قادر اتخطاها لحد دلوقتي .. بتقول كلام كتير أوي من غير ما ينطق بأي حرف، وكأنه كان موفر كل الكلام اللي في الدنيا عشان يقوله لربنا، بس المعاني دا كلها مجاتش في دماغي وانا بشهد زور، أنا خدت فلوسي والشاب خد إعدام، وانتهت القصة لحد هنا ..
اشتريت فيلا، وحطيت بقية الفلوس وديعة في البنك .. ومرت الأيام مش عارف ازاي وانا ناسي الشاب دا تماما، الشاب اللي ضيعت حياته بشهادة زور، وبنيت بتمن روحه حياتي أنا ..
بعد حوالي سنة من الواقعة دي، حصلت حاجة غريبة جدا ..
كنت بكلم واحد صاحبي في التليفون، أنا بتكلم، وهو مش سامعني، أعلي صوتي، مش سامعني، أغير مكاني واقف في حتة فيها شبكة، برضو صوتي مش واصله ..
قفلت المكالمة، وكلمته تاني .. نفس المشكلة ..
جربت اكلم حد غيره، اتصلت بمراتي .. مش سامعاني برضو .. شكيت ان فيه مشكلة في شركة المحمول، أو فيه مشكلة في الجهاز نفسه، جربت ابعت فويس نوتس على الواتساب ..
مراتي قالتلي ان الفويس نوت فاضية، أو بمعنى أصح صوت العربية بتاعتي طالع، وصوت الكاسيت اللي شغال في العربية طالع، وأنا كأني ساكت، ماليش أي صوت في الرسالة .. حتى هي بعتتهالي تاني، سمعتها، لقيت اللي بتقوله فعلا، صوتي مش طالع في الفويس نوت، مع ان كل حاجة حواليا طالعة، فتحت الريكوردر بتاع الموبايل وحاولت اسجل صوتي مفيش فايدة، بصرخ بأعلى صوت عندي، بس صوتي مش طالع، الجهاز جايب صوت كل حاجة حواليا حتى صوت الهوا، بس مش جايب صوتي أنا .. جربت اكلم حد في الشارع، محدش سامعني، الناس بتتعامل معايه بالإشارة كأني أخرس، أو هو انا بالفعل بقيت أخرس، بس الفرق اني سامع نفسي بس الناس مش سامعاني، بزعق بعلو صوتي بس محدش سامعني، كأني في كابوس ..
روحت لأكتر من دكتور محدش قدر يحدد سبب مشكلتي، كانت حالة غريبة معدتش على مجتمع الطب قبل كدا ..
لكن مع غرابة المشكلة، دي مكانتش نهاية الأزمة، دي كانت بدايتها، بداية الكابوس ..
بعد ما فقدت صوتي بفترة، حصلت معايه حاجة تانية غريبة ..
وانا بفتح موبايلي ببصمة إيدي زي كل يوم، الموبايل مقراش بصمة الإيد، وكأنها بصمة حد تاني .. نفس الشيء حصل مع الخزنة اللي معرفتش افتحها لا ببصمة الصوت، ولا ببصمة الصباع، ودا طبعا معناه بالتبعية ان أي ورق حكومي عليه بصمة إيدي بقى ورق لا يعتد بيه، دا على أقل وأبسط تقدير يعني لو مقولناش انه ورق مزور ..
كنت بفكر في حاجة وحبيت اتأكد منها وطلع استنتاجي صح، توقيعي كمان مبقاش توقيعي، ودا معناه ان خط إيدي اتغير، ودا برضو معناه ان كل ورق مضيت عليه قبل مالوش أي قيمة، مع الوقت لاحظت ان ملامح وشي كمان اتغيرت بشكل كبير وبسرعة كبيرة، وشي مبقاش وشي، أنا كلي اتغيرت لشخص تاني تماما، ففقدت بالتبعية كل صلاحيات وصولي لأي حاجة من ممتلكاتي، ثروتي الكبيرة اللي في البنك أنا مقدرش أوصلها ولا اسحب منها جنيه واحد لأني قدام القانون شخص تاني ..
ودا اللي كنت فاكره أكبر كابوس في قصتي لحد ما بدأت تظهرلي كوابيس أكبر وأخطر بكتير، لمدة أسبوع كامل أنا كل ما اقف قدام المراية ألاحظ ان فيه أجزاء في جسمي اختفت، الحكاية بدأت بإيدي اليمين، وبعدين بإيدي الشمال، وبعدين برجلي ثم نصي التحتاني كله، لحد ما الأسبوع خلص وانا كمان خلصت، أنا مبقتش موجود، مبظهرش في الصور، مبظهرش في المرايات، محدش بيشوفني ولا بيسمعني .. اتحولت لشبح .. شبح حرفيا، أنا الوحيد اللي عارف اني موجود، لكن كل الناس اللي خلقهم **** ميعرفوش، محدش يقدر يشوفني ولا يسمعني، دا اداني فرصة أدخل أي مكان وآخد الأكل اللي انا محتاجه واخرج، لكن في نفس الوقت أنا كنت بتعذب .. انت مش هتقدر تفهم معاناتي، أنا العالم كله بالنسبالي اتحول لسجن انفرادي .. شايف كل الناس بس محدش شايفني، سامع كل الناس بس محدش سامعني، العالم كله حواليا بس أنا لوحدي ..
في مرة من المرات روحت مطار القاهرة، وطلعت الطيارة، وطبعا محدش شافني ولا حس بيا ودا شيء طبيعي لأني مش موجود ..
حاولت كتير أتعايش مع حياتي الجديدة، حاولت اعمل حاجات تكسر عندي إحساس السجن الانفرادي اللي انا عايش فيه، لكن طول الوقت كان عندي مشكلة مع الواقع اللي اتفرض عليا .. والأمر ازاد سوء لما بدأت أمرض، صداع مستمر مفيش أي مسكنات قادرة تسكته ..
الموضوع كان محتاج دكتور، لكن اعمل دا ازاي وانا مش موجود، مفيش أي حد يقدر يشوفني ولا يسمعني، مقدرش اتواصل مع حد، الدكتور هيعملي اشاعات ويكشف عليا ازاي وهو مش شايفني ولا انا قارد اتواصل معاه ؟
أنا طبعا فهمت بعد وقت كبير أوي ان كل اللي بيحصلي في حياتي هو لعنة الشهادة الزور، الإنسان البرئ اللي تسببت في إعدامه ظلم، أنا النهارده بتعاقب عقاب أصعب وأكبر من الإعدام بكتير .. أنا عايش في العالم دا كله من حقي أروح أي مكان يعجبني في أي وقت من غير ما حد يعترضني أو يقولي رايح فين، ومع ذلك أنا لوحدي تماما، مسجون في سجن مالوش جدران ولا أسوار.. أنا ضحية ظلمي لنفسي .. دلوقتي كل اللي بتمناه مش أكتر من دوا يسكت الصداع اللي بيكسر دماغي، وحد يسمعني ويشوفني، حد أقدر اتكلم معاه .. لكن حتى المطالب البسيطة دي مش لاقيها ولا طايلها ..
نفسي أموت، رغم اني عارف يمكن يكون مصيري بعد الموت مش أحسن حاجة، بس على الأقل في العالم الآخر هلاقي حد يسمعني ويكلمني .. تخيل إن أكبر كوابيسي دلوقتي هي ان **** يطول في عمري ؟
تفتكر هعيش ازاي كدا لو لسه مكتوبلي اكمل في الحياة 20 سنة كمان، ومين عارف يمكن أعيش اكتر .. صعبة مش كدا ؟ الأصعب اني مقدرش انهي حياتي بإيدي، معنديش أي قدرة على التأثير في أي حاجة، ما انا قولتلك بقيت شبح ..نصيحة اوعى تظلم حد، لأن **** مبدع في انتقامه من الظالمين ..

الجزء الثاني
الجنس هو شئ جميل و معتقدش إن فيه حد من الموجودين فى المنتدى يختلف على ده كلنا هنا بسبب رغبه جنسيه حبينا نشبعها و لقينا ضالتنا فى المنتدى لكن اللى هنختلف عليه هو نظرتنا لمكانة الجنس بره المنتدى.
فى حياتنا اليوميه بنقابل و هنقابل مواقف كتيره تخلينا نستثار جنسياً خصوصاً فى زمن أصبحت فيه المبنى چيب و البلوزه المفتوحه شئ عادى و يمكن دول يعتبروا لبس محترم حالياً.
الفكره بقه فى التصرف الصحيح اللى شايفه كل واحد مننا كل واحد هيختار طريقه و بطل قصة الجزء ده أختار طريقه هو كمان.
قبل ما أقولك أنا مين خلينى اشرحلك المشهد اللى أنا جزء منه دلوقتى ، عمرى ما كنت أتخيل أنى اتحط فى موقف زى ده بس أهو حصل و بقيت موجود فيه.
أنا حالياً موجود فى شقة جارنا هادى جمال فرح بنته النهارده أعذرنى بس الأجواء المحيطه مخليانى أسأل نفسي أسئله كتيره عمرى ما تخيلت أنى هسأل نفسى النوع ده من الاسئله أصلا.
خلينى أخد شفطه من العصير اللى فى أيدى و أبدأ احكيلك يمكن الاقى عندك أنت الاجابه اللى أنا بدورعليها ، الحكايه بدأت من شهر يا صاحبي كان المفروض فى اليوم ده هنزل جامعتى متأخر شويه يعنى نقدر نقول قبل الظهر بساعة أو اتنين.
اليوم ده انا فاكره كويس صحتنى ماما من النوم علشان أنزل و سابتنى و دخلت نامت بعدها و أنا بطبيعتى نومى خفيف و غير كده بهتم بدراستي جداً و نزولي للجامعة أو من قبلها المدرسه مش رفاهية أنا بشوفه واجب ، يومها أنا فاكر لما خرجت من باب بيتنا سمعت صوت همس على السلم فى الدور اللى فوقينا و ده كان قبل ما أقفل الباب ، انا في العادي مش بحب أركز مع حاجه مش هتعود عليا بالنفع بس المره دي معرفش ليه رجلى بدأت تنسحب لا إراديا تشوف إيه صوت الهمس ده ؟ و إذ بيا اتفاجئ باللى شوفته كان رامى زانق واحده على السلم.
البنت وشها مكنش واضح لكن حسيت شكلها مألوف فبقيت أركز اكتر علشان أعرف هى مين بس لا إراديا لقيت نفسي بهيج على اللى بيحصل اودامى رامى كان واضح عليه أنه خبره ده واخد شفايف البت تقطيع ده غير جسمه اللى زانقها بيه فى الحيطه و نازل تقفيش فى جسمها الجامد و هى واضح على جسمها الاستمتاع من انعدام مقاومتها ليه ده غير كده حسيتها بقت تحرك أيدها على جسمه هى كمان و بقى واضح على جسمها الهياج و أنه خلاص مبقاش هامه غير المتعه اللى هو فيها.
رامى وقف بوس و تقفيش و بص فى عنيها لثوانى و من غير كلام اخدها من أيديها وطلع بيها على السطح تلقائيا طلعت وراهم و بدأت أدور بعينى و أحاول اسمع بودنى صوتهم لكن مش قادر لدرجة أن فكرت أن رامى اخدها لشقته مش للسطح و كنت خلاص هنزل لكن سمع صوت جاي من ورى السور اللى موجود فى نص السطح و للعلم أحنا اطول عماره فى المنطقه.
دخلت اتسحب و أسمع الأصوات و بالذات صوت البنت كان يهيج لوحده و هى بتقول ااااه الحس يا قلبى الحس يا روحى أيوه مصمص كسى اكتر ااااه ااااااااه اااااااااااه و قفلت برجلها على رأسه اللى كانت مكمله لحس فى كسها اللى كان عمال طالع نازل على لسانه اكتر ببص على نفسى لقيتنى حاطط إيدى على زبى بدعك فيه ففتحت زراير البنطلون و اشتغلت دعك على منظرهم وهما مكملين.
رامى بدأ يسخنها اكتر بالكلام و بدأ يفرشها بزبه و هى بدأ يوضح على صوتها علامات الهياج تانى و مره واحده الصوت كتم فلفيت بدماغى أشوف إيه اللى حصل ورى السور لقيت اللى خلانى كنت هجيبهم رامى نايم ملط عليها و هى كمان ملط و بقه فى بقها و طالع نازل فى كسها بزبه و بنت اللبوه عامله زي الممسوسه مكلبشه فيه بإيديها و رجليها و حرفياً جسمها بيترفع ينزل يتهبد مع كل طلعة و نزوله لزوبره المنظر كان أبن وسخه مهيجنى لدرجة أن مخدتش دقيقه و جبتهم و مفيش دقائق لقيت رامى بيتأوه هو كمان و جابهم.
لما راحت عنى حموة الهياج لما جبتهم افتكرت الحاجه اللى كنت طالع علشانها وهي إن أعرف مين اللي كانت مع رامى كان هو لسه شغال رزه فيها و كان نازل فيها شتيمه بكلام ابيح و راح قايلها هجيب يا سلمى ، الكلمه نزلت عليا زى الصاعقه معقوله دى سلمى بنت عم شادى ؟ مكنش فيه وقت للمفاجآت اتحركت علطول أنزل من على السطح قبل ما حد فيهم يشوفنى بس للأسف غلط غلطه كبيره أنا نزلت لبنى على الأرض و اللى لاحظ الموضوع ده كان رامى و ده اللى عرفته بعد كده.
المهم نزلت جرى علشان أركب و أروح الجامعه من غير ما استحمى حتى و بقى الموضوع ماشى معايا بالشكل ده براقبهم من بعيد لبعيد و أضرب عشرات عليهم لغاية ما فى مره كنت بتفرج عليهم ومره واحده لقيت النيك وقف و شادى قام وقف و بص ناحيتى فجأه للحظه أنا فقدت النطق مبقتش عارف أنا المفروض أعمل إيه بعدين شادى بصلى بنظره ثابته و ده معناه أنه عارف بوجودى من بدرى
عقلى وقتها دور على أسرع أجابه منطقيه و هى إن شادى كان عايش فى بلاد بره و الموضوع ده على حد معلوماتى عادى عندهم يمكن ده اللى كسبه الجرأه ، قطع تفكيرى صوت اشتغال النيك مره تانيه و الرزاق اللى ابتدى تانى بقيت بقول احا هو مش كان باصص ليا دلوقتى ؟
مع ذاته و بالرغم من كده المجتمع عرف يضحك عليك و يحطك تحت ضرسه و يخليك ترضخ و تبقى كاره لرغباتك زيهم رغباتك اللى انت عارف أنها موجوده و الدليل العشره اللى كنت بتضربها على منظرنا.
أنا:ومين قال إن أنا بهرب من رغباتى ؟ بالعكس أنا من عشاق الجنس لكن أنا مش كده و الجنس نفسه مش كده الجنس مش مجرد رغبه بين اتنين بينيكوا فى بعض علشان يرضوها الجنس هو أتصال بين شخصين بين راجل حب واحده بيسعى أنه يرضيها جنسياً فى السرير و يوريها قد أيه هو فحل و يطلع الشرموطه اللى جواها بس فى إطار واضح مش مفتوحه سبيل هى كل واحد نفسه يدخل ده حتى نبقى رخصناه.
رامى: ضحكتنى

أنا:و الاستمتاع بيه ده بالنسبه لمين معلش ؟ كل الناس ها ؟ طيب و بالنسبه للناس اللي امكانياتها الجنسيه على قدها سواءاً راجل أو ست بنظامك ده هو مجبر أنه يشوف مراته أو تشوف جوزها مع غيرها علشان هى إمكانياتها الجسديه على قدها ؟ طب و لو مقدرتش تبقى متخلفه و مبتفهمش فى التحرر عيبك إنك باصص لنفسك بس إنما لو حسبتها صح هتلاقي أن اللى بقولك عليه هو الصح الجنس متعته أصلا فى أنه شئ بيحصل على فترات مش كل شويه و مش مع أى حد لإن ده أصلا يمرض الجسم.
رامى:مسمعتش عن حاجه أسمها الطب ؟ الطب دلوقتى متقدم و يقدر يعالج الأمراض اللى جت فى دماغك دى يا متخلف و الست أو الراجل اللى بتقول عليهم دول هما فعلاً متخلفين و انانيين علشان صحتهم مش مخلياهم قادرين يتمتعوا يمنعوا شريكهم من المتعه !! ده حتى حرام
أنا:حرمة عليك عيشتك يا بعيد و ليه متديش نفسك الفرصه تبص للعلاقات بشكل أوسع انت ليه شايف الإنسان زب أو كس ، الإنسان أعظم من كده بكتير أحنا علاقاتنا مش بتبنى على الجنس لإن الجنس هو وسيله للتعبير بيها عن حبنا لشريكنا ده غير الوظيفه الأساسيه و هى الحفاظ على نسلنا البشرى مش التفاهات اللى أسمها المتعه اللى فى دماغك الجنس ليس فقط للمتعه الجنس أعمق من كده بكتير أنت يدوبك مهووس باللى بره من على السطح لكن لو تعمقت أكتر و فهمت هتعرف أنه يكون فى إطار محدد أحسن بكتير.
يومها سبتهم و نزلت معرفش أنا أخدت القرار الصح ولا الغلط كان قدامى فرصة اعمل اول علاقه جنسيه فى حياتى مع جسم سكسي زى سلمى بس أنا أخترت أفضل نضيف على الأقل دى وجهة نظري.
عدت الايام و بالفعل وفى رامى بوعده مع سلمى و النهارده أهو فرحهم و عزمنى رامى بنفسه وكأنه بيقولى أهو أدينى نكتها و عملت اللى عايزه أنا و هى و من غير ما يحصل أى مشاكل من اللى المجتمع بتاعكم بيقول عليها.
أبن الوسخه خلانى أقعد أسأل نفسي هل فعلاً أنا كنت صح ؟ طيب هل أنا فعلاً علق باعتبار أن كان قدامى فرس حرفياً و امتنعت عنها ؟ اسئله كتير ملهاش اجابه وصلت للسؤال عن المعنى الحقيقي للراجل من هو الرجل الحقيقي ؟ اسئله كتير دارت فى ذهنى مش لاقى لها أجابه ، متأمل يكون عندك أجابه أو رأى ليها مستنيك تشاركنى بيه فى التعليقات أتمنى يكون الجزء كان على قدر الحدث.

#قهوة_سادة
#الحلقة_ الثالثه
اكتر جملة سمعتها في كل أفلام الجريمة اللي شوفتها في حياتي هي جملة " مفيش جريمة كاملة "
وأعتقد دي جملة من اختراع مؤلفين الأفلام دي مش من وحي الواقع يعني ، المؤلفين هما اللي قصدوا يخوفوا المشاهدين من عواقب الجريمة ويفهموهم ان المجرم مهما كان ذكي ، لازم يسيب وراه غلطة ..
غلطة هتكلفه حياته ..
هل الكلام دا صح وللا مش صح ؟ هتعرف في آخر الحكاية ، أنا فادي جميل سلام طبيب شرعي ، والدي كاتب القصص البوليسية الشهير جميل سلام ..
ابويا كان ظابط مباحث سابق ، هو مش سابق أوي يعني ، هو النهارده بس حصل على لقب سابق ، النهارده طلع على المعاش على رتبة لوا ، واتفرغ بشكل كامل للكتابة بعد ما حقق فيها نجاح كبير طول السنين اللي فاتت ..
اللي خلى ابويا كاتب قصص بوليسية مميز انه كان ظابط مباحث مميز ..
كان عنده الحاسة السادسة اللي بتخليه هو الوحيد اللي بيشك في الشخص اللي مفيش أي حد ممكن يشك فيه ، وكان شكه دايما في محله ..
على مدار 32 سنة خدمة في البوليس قدر يستفيد من الجرايم اللي حقق فيها وكشف أسرارها في إنه يكتب قصص جريمة متقنة ..
النهارده عملنا حفلة عائلية بمناسبة خروج بابا من الخدمة ..
انت صحيح مش معزوم على الحفلة دي لأنك مش واحد من أفراد عائلة سلام بس هسمحلك تحضر الحفلة دي عشان تتعرف على أفراد عيلتنا ، لإنك مش هتقدر تكمل الحكاية من غير ما تتعرف على أفرادها ..
زي ما انت شايف دي سفرة الغدا ، واللي قاعد في النص دا بابا ..
- شيرين ، هيفوتك نص عمرك لو مدوقتيش الديك الرومي دا ، مرجان الطباخ ابن العفاريت مش عايز يدي سر الخلطة لحد
= نو واي يا بابي ، حضرتك عارف موقفي من الموضوع دا من زمان
- هتفضلي عايشة على السوتية طول عمرك يعني
= انا مبسوطة كدا ، عايزني آكل لحم كائن حي برئ مالوش أي ذنب غير ان **** خلقه ديك رومي
* عادي يعني ، لو كان **** خلقه خروف ، أو فرخة أو بقرة أو سمكة كنا هناكله برضو
= اسكت انت يا رامز يا دموي يا متوحش
* دموي عشان مش نباتي زيك ، خلاص بقيت سفاح ، انتي محسسانا اننا من آكلي لحوم البشر
= ايه الفرق كلها أرواح بريئة
- **** يكون في عون جوزك ، عاملة ايه معاك يا سيف ، تلاقيها مجوعاك
+ هنعمل ايه بس يا باشا ، صاحبك على عيبه ، ودي مراتي مش صاحبتي
- ولا يهمك يا واد ، كل ما نفسك تروح لما لذ وطاب تعالى عندنا ، احنا ناس متوحشين وبناكل لحمة
+ يا ريتني هخلص بعد كدا يا باشا ، اول ما نروح شقتنا هتقعد تسم بدني ، انت ازاي بيجيلك قلب تعمل كدا ، انا مش مصدقة اني متجوزة راجل متوحش ، دا انت كدا ممكن تقتلني في أي وقت
- بت يا شيرين ، خفي على جوزك ، الراجل شقيان ومش ناقصك
= طبعا مين هيشهدله غيرك ما هو إبنك الوحيد
* ابنه الوحيد ازاي يعني يا شيرين ، أمال احنا نبقى مين ، ولاد الجيران
- اختك متقصدش يا رامز ، وبطل تقفلها عالواحدة كدا ، قولي يا سيف ، أخبار الشغل ايه
+ معايه اليومين دول قضية مكلكعة كدا ، واحد انتحر في ظروف غامضة جدا ، مع اننا لما فحصنا تليفونه لقيناه باعت رسالة على الواتس لدكتور نفساني بيأكد معاه الميعاد ، مش معقول يكون انتحر فجأة كدا
- وايه اللي خلاكم تفكروا انه انتحر يعني ، عشان بيروح لدكتور نفساني ؟ هو أي مريض نفسي ممكن ينتحر ؟
+ مش دا السبب الوحيد يا باشا ، بس مفيش أي آثار عنف ، الجثة سليمة 100 ٪ التشخيص المبدأي بتاع الدكتور اللي كشف عليه بيقول انها سكتة قلبية
- والتشريح قال ايه ؟
+ لسه تقرير الطب الشرعي مطلعش
- طب وانت شايف انه انتحر ازاي
+ كتم نفسه ، دي وجهة نظري
# مستحيل إيه العك دا
- اهو جالك المتخصص اهو ، طبيب شرعي العيلة هو اللي هيفيدك ، اتأخرت ليه يا فادي ، دا احنا خلصنا أكل
= كان ورايا شغل و**** يا بابا واول ما خلصته جيت جري ، وانا داخل سمعت سيف بيه بيقول الراجل انتحر عن طريق كتم النفس ، مفيش حاجة اسمها كدا يا سيف ، مفيش حد يقدر ينتحر بالطريقة دي
+ نظريا مفيش قدامنا احتمالات كتير لإن الجثة سليمة تماما ، إما انه يكون انتحر بالطريقة دي او جاتله سكتة قلبية ومات موتة طبيعية
# وليه متقولش انه اتقتل مثلا ؟
+ ازاي يا فادي ، يا ابني بقولك الجثة سليمة تماما
# انا لسه مقابلني حالتين بالشكل دا في نفس اليوم ، قضايا قتل غريبة جدا ، والمجني عليهم عندهم نفس أعراض السكتة القلبية ، يعني احنا قدام جرايم قتل مؤكدة بس معندناش اي حاجة نكتبها في تقرير الطب الشرعي تقول انها جرايم قتل ، والحالتين طلعتلهم تصاريح الدفن واتكتب فيهم سبب الوفاة سكتة قلبية
+ ازاي الكلام دا
# القاتل الصامت ، دا سم كانوا بيستخدموه في حروب المخابرات والتصفيات السياسية ، مالوش أي أعراض ومبيبانش في التحليل ، بيدوب مع الدم وبيسبب أزمة قلبية ، والوفاة بتبان طبيعية رغم وجود جريمة قتل ، طبعا دا كله كلام نظري منقدرش نثبته غير لما تتوافر تحت إيدينا عينة من السم دا ونقدر نخضعها للإختبارات المعملية
= إيه يا فادي انت هتقلب الحفلة تحقيقات وجرايم قتل مش معقول كدا
# انتي بتتشطري عليا انا ما تقولي الكلام دا لجوزك ، مش هو اللي فتح الموضوع دا من الاول
= طب خلاص كفاية كدا بقى خلونا نعرف نكمل أكل
- انا خلاص شبعت ، ابعتولي القهوة على البلكونة ، آه ، خلي مرجان يعملي القهوة سادة ..
ودي كانت أول مرة بابا يشرب فيها قهوة سادة ، وآخر مرة يشرب قهوة ..
لأنه مات بعد ما شرب القهوة دي بعشر دقايق بس ..
#قهوة_سادة
بيقولوا يؤتى الحذر في مكمنه ، مين كان يصدق ان اللوا جميل سلام اللي عاش طول حياته يحل أعقد القضايا ويكتب قصص جريمة كانت بتتدرس في كلية الشرطة يتحول حدث موته لجريمة قتل كاملة مفيهاش ولا غلطة ، ولغز كبير محدش عارف يحله ..
موت والدي كان زلزال ضرب بيت العيلة كله ، وكان اختبار صعب أوي لحقيقة مشاعر كل فرد من أفراد العيلة دي ..
شيرين مثلا حصلها انهيار عصبي بمجرد ما سمعت الخبر ، ودخلت المستشفى وحالتها سيئة جدا ..
رامز بقى مشغول نصيبه هيكون كام من تركة بابا ، دا اللي شاغله اكتر من اي حاجة تانية ..
رامز من يومه وهو انسان فاشل مالوش هدف ولا عنده حلم ..
دخل الكلية الحربية ومقعدش فيها اكتر من 3 أسابيع ، وضرب واحد من مساعدين التعليم بتوعه واترفد ..
بعد كدا فتح مشروع مع واحد صاحبه ، مزرعة كلاب ، خد راس مال المشروع كله من بابا **** يرحمه على سبيل السلف ، والمشروع خسر والفلوس اتبخرت ..
بعد كدا دخل شريك في مطعم ، وبرضو من فلوس بابا ، المطعم كان شغال كويس جدا ، وكان بيعمل هامش ربح محترم ، لحد ما اتقدم فيهم بلاغ انهم بيستخدموا لحمة حمير في الأكل اللي بيقدموه للناس ، والمطعم اتشمع ..
وللا جوز الست اللي مسكه في شقته ومع مراته ، والاستاذ رامز ضرب الراجل علقة سخنة وكسرله مناخيره ، وبرضو بابا دفع للراجل مليون ونص عشان يتنازل عن المحضر ..
طول عمر المرحوم عايش يلم فضايح وبلاوي رامز ، وهو طول عمره إنسان مستهتر وميعرفش أي حاجة عن المسؤلية ..
حتى لما اتجوز ، مراته مقعدتش معاه غير شهر واحد بس وبعدين طلقها ، مع إنها كانت إنسانة كويسة وبنت ناس ..
ودلوقتي رامز كل همه ياخد نصيبه من الميراث عشان يفرتكه على نزواته وجنانه ..
أما سيف كان اكتر حد متماسك فينا ، من ساعة ما سمع الخبر وهو صالب طوله قدامنا ، منزلش ولا دمعة ، لكن دا ميمنعش اني شوفته اكتر من مرة قافل على نفسه المكتب ومفطور من العياط زي العيال الصغيرة ، محبيتش اعرفه اني شوفته عشان ما اجرحوش ..
سيف طول عمره يحب يبان جامد وشديد رغم ان قلبه زي الأطفال ..
كان بيحب بابا جدا ، وبابا كان بيحبه يمكن اكتر مننا ، وانا عمري ما اتضايقت من حاجة زي دي ، بس دا كان طول عمره سبب في الخلاف والغيرة اللي بين سيف وبين رامز ..
الحقيقة ثقة بابا في سيف مكانتش من فراغ ..
سيف اصلا ابن واحد صاحب بابا ، كان صديق عمره ، ومات شهيد في مداهمة لبيت تاجر مخدرات كبير اسمه بدر العتيبي ، خبر القبض عليه هز مصر كلها في التمانينات ، لما والد سيف مات ، كان سيف عمره 3 سنين ، ومكانش ليه اي حد في الدنيا ، بابا خده ورباه وسطنا في البيت ..
أمي **** يرحمها كانت بتعتبره واحد مننا ..
لما سيف كبر كان هو اللي شايل مشاكل البيت ومسؤولياته على كتفه ..
هو اللي كان بيتابع كل مشاريع ابويا ، رغم أنه ظابط شرطة ..
وهو اللي كان بيهتم بالصغير والكبير في البيت دا ..
ولما ماما ماتت ، سيف كان اكتر واحد فينا حزين عليها ، ولحد النهارده هو الوحيد اللي لسه بيزور قبرها بانتظام بقاله خمس سنين ..
مايسة رجعت من اسكندرية اول ما عرفت الخبر ..
مايسة دي مرات ابويا ، اتجوزها من اربع سنين ، بعد وفاة ماما ..
مفيش أي حد في البيت كان بيستريحلها ، فيه كلام كتير كان داير حواليها ، بيقولوا جوزها كان إرهابي ، وبابا هو اللي صفاه بإيده وهو رايح يقبض عليه ..
كان موقفها غريب لما وافقت تتجوز واحد اكبر منها ب 25 سنة وفوق دا هو اللي قتل جوزها ..
بس ابويا كان بيحبها ، ومكانش بيقبل كلمة من حد عليها ، حتى سيف نفسه ..
في اخر 3 شهور في حياة ابويا كان فيه مشاكل بينهم ، احنا بطبيعة الحال منعرفش أسبابها عشان ابويا طول عمره كتوم ومحدش يعرف حاجة عن حياته الخاصة ..
بس هي كانت سايبة البيت وعايشة عند اختها في اسكندرية ..
لما عرفت الخبر جت وعيطت شوية عشان تحلل القرشين اللي هتورثهم ..
موت ابويا بالطريقة دي قسم العيلة نصين ..
نص متشكك في سبب الوفاة وشايف ان فيه جريمة قتل ورا الموضوع ، ودا كان بيمثلني انا وسيف عشان طبيعة شغلنا ورتنا حالات قتل مشابهة .. وكانت بتوافقنا الرأي شيرين رغم أنها من جواها ممكن تكون مش مؤمنة أوي ان ممكن حد يتقتل من غير ما يظهر عليه أي علامات ، لكن هي كانت بتمضي على بياض ورا جوزها وعمرها ما خالفته في أي رأي ..
النص التاني اللي بيمثله رامز ومايسة كان ضد فرضية القتل دي خالص وشايفين ان الوفاة طبيعية جدا ومفيهاش أي حاجة ملفتة ..
وحجتهم اننا حرام نشرح جثته وإكرام الميت دفنه وكل الكلام دا ، وطبعا السبب معروف ، مستعجلين على إعلام الوراثة عشان كل واحد فيهم ياخد نصيبه من التركة ..
لكن انا كان فيه حاجة مش مريحاني في القضية كلها ، ومخلياني استبعد الاحتمالين ، احتمال القتل والوفاة الطبيعية ..
أبويا عمره ما شرب القهوة سادة ..
عموما هنشوف تشريح الجثة هيقول إيه ..
وانا هحضره بنفسي رغم ان دا شيء صعب اوي عليا ..
بس فيه مفاجأة حصلت قلبت كل الموازين ..
وغيرت كل مسارات تفكيرنا ..
بابا كان سايب وصية .. وصية غريبة جدا ..
#قهوة_سادة
الوصية اللي بابا سابها كان فيها أغرب حاجة ممكن حد فينا يتصورها ..
أبويا كان كاتب كل ما يملك بيع وشرا بإسم مراته مايسة ..
تصرف غير مفهوم وغير مبرر وقلب كل موازين الأمور حرفيا ..
العقود كلها مكتوبة ومتوثقة بتاريخ قريب ، يعني في الوقت اللي كانت مايسة فيه أصلا زعلانة مع بابا وقاعدة عند اختها في اسكندرية
الحكاية كلها مكانتش مفهومة ..
رامز :
يعني إيه ابويا كتب كل حاجة بإسمها ، ازاي ، لا ، الكلام دا ميدخلش دماغي ، العقود دي مزورة
المحامي :
جرى ايه يا رامز ، هو انا بتاع كفتة ، هو لو العقود دي مزورة المفروض مين أول حد يكتشف حاجة زي دي
فادي :
رامز طبعا ميقصدش يا أنكل نسيم ، احنا كلنا عارفين انك اقرب صاحب لبابا **** يرحمه مش بس المحامي بتاعه ، بس اعذرني يعني الموضوع غريب ..
نسيم :
أنا عارف يا فادي يا ابني ان الموضوع غريب ، ومتوقع الصدمة دي من أول لحظة جميل **** يرحمه قالي فيها أنه عايز يكتب كل ممتلكاته بإسم مدام مايسة ، وكتب وصية انكم متعرفوش القرار دا غير بعد ما يموت ، و**** وحده العالم أنا عارضته في الخطوة دي قد ايه بس هو صمم
شيرين
و**** براڤو عليكي يا مايسة ، انتي طلعتي شاطرة أوي ، مع إنه مكانش يبان عليكي خالص ، قدرتي تقنعي بابا ازاي بقى يعمل حاجة زي دي ؟
سيف :
شيرين ، اسكتي ، كفاية كدا
شيرين :
إيه يا سيف ، انت خايف لاعرف الطريقة وامضيك على تنازل عن كل ممتلكاتك انت كمان ؟ متخافش يا حبيبي ، مش هعرف اعمل كدا ، أصلي مش شاطرة أوي زي الست مايسة
سيف :
قلت بس يا شيرين ، أنا آسف يا مدام مايسة ، انا بعتذرلك ، شيرين متقصدش
رامز :
تعتذرلها عن إيه يا سيف ، انت هتعملي فيها مطيباتي ، وبعدين انت مالك اصلا بموضوع زي دا ، تكونش فاكر نفسك هتورث معانا كمان
شيرين :
رامز ، متتكلمش مع سيف كدا ، سيف طول عمره بيخاف علينا وبيحافظ على فلوسنا ، روح اتشطر على اللي كلت دماغ ابوك وبيعته اللي وراه واللي قدامه
مايسة :
متشكرة أوي يا شيرين ، بس انا بقى عايزة اوضحلك حاجة متعرفيهاش ، أنا كنت ضد الفكرة دي من أولها ، وعارضت والدك **** يرحمه فيها وقولتله الكلام اللي انت بتقوله دا ميرضيش **** وانا مش ممكن اوافق عليه ، ويشهد على كدا الاستاذ نسيم صاحب باباكم ، آهو كان حاضر كل حاجة وعارف الموضوع من أوله
نسيم :
فعلا يا ولاد ، مدام مايسة كانت رافضة الحكاية دي ومحدش كان فاهم اصلا ابوكو بيعمل كدا ليه
مايسة :
وعشان ازيدكم من الشعر بيت ، انا أربع سنين جواز من ابوكم مشتريتش لنفسي خاتم دهب من ثروته ولا ليا جنيه واحد في البنك ، وعمري ما زعلت منه ولا اتخانقت معاه غير لما خد القرار الغريب دا ، انا طلبت الطلاق عشان اخليه يتراجع عن القرار دا ، والخلاف بيني وبينه كبر فعلا وكان هيوصل للطلاق بجد ، لولا ان الاستاذ نسيم اتدخل وقالي اعمليله اللي هو عايزه وفي النهاية محدش هيقدر يجبرك تاخدي حاجة لو انتي مش عايزة ، وانا كنت جاية النهارده اقسم عليكم ثروة ابوكم اللي كتبها كلها بإسمي حسب شرع **** وكل واحد ياخد حقه ..
فادي :
إحنا طبعا بنشكرك يا مدام مايسة على احساسك الطيب دا ، وعلى موقفك المحترم ، انتي بنت أصول حقيقي ، وإذا كانوا يعني اخواتي كلموكي بأسلوب مش كويس اعتبريهم زي اخواتك الصغيرين ، في النهاية هما أعصابهم مشدودة عشان اللي حصل لبابا ، وعشان القرار دا غريب زي ما انتي فاهمة طبعا
مايسة :
انا مقدرة يا دكتور فادي وكلام شيرين ورامز معايه ممكن يخليني ازعل منهم ، لكن مش ممكن يخليني أخالف شرع **** ، دي سكة ودي سكة تانية خالص ..
رامز :
لا و**** احنا مش عارفين نشكرك ازاي يا ماما مايسة ، انتي ست طيبة بجد ، **** يكتر من أمثالك يعني ، هتوزعي علينا ثروة ابونا ، متنسيش بقى تدي كل واحد فينا مصروفه
مايسة :
كفاية بقى يا رامز ، انا مش هستحمل سخافتك اكتر من كدا ، إذا كانت حالتك النفسية سيئة بسبب موت باباك ، انا كمان نفسيتي زي الزفت ، وإذا كنت متضايق عشان الوصية اللي سابها دي فانا بقولك اهو مش عايزة أي حاجة ، انا خدت نصيبي في البيت دا لحد كدا
رامز :
مش بمزاجك ، هتعملي دا بس مش بمزاجك ، انتي فاهمة اني هسيبك تاخدي جنيه من حقي
مايسة :
اه ، ماشي ، انا بقى مش هتنازل عن أي حاجة من حقي يا أستاذ رامز ، انا كنت رافضة الفلوس دي بمزاجي وبكامل إرادتي ، لكن طالما الحكاية لوي دراع فأنا دراعي مبيتلويش ، أستاذ نسيم أرجوك تشوف الإجراءات المطلوبة وتكلمني ، انا آسفة مش هقدر اكمل الاجتماع دا ، انا تعبانة ومحتاجة ارتاح ، عن إذنكم ..
نسيم :
عاجبك كدا ، انا مش فاهم لحد امتى هتفضل ولد مستهتر وتلفان بالشكل دا ، بوظت كل حاجة
سيف :
يالا بقى كلنا مع بعض نسقف للأستاذ رامز الشبح اللي شخط في مرات ابوه ووراها العين الحمرا وعقدلنا الدنيا اصلا بعد ما كانت المشكلة هتتحل
فادي :
مالكش حق يا رامز ، الست مقالتش اي حاجة عشان تسمعها الكلمتين دول
شيرين :
إزاي ، ميبقاش رامز لو مدخلش علينا بزعابيبه وبوظ كل حاجة فوق دماغنا اكتر ما هي متهببة ، عارف حكاية ميراث بابا دي ، انت أكتر واحد هتتأثر بيها ، احنا كلنا عندنا حياتنا ومشاريعنا الخاصة ، انت الوحيد اللي كنت معتمد على فلوس بابا طول عمرك ، ودلوقتي ابقى لم تبرعات بقى عشان تعيش
رامز :
إييييه ، خلاص ، كلكو هتطلعوا قرفكو عليا انا ، إيه يا شيرين هانم ، رامز مش عاجبك ، انتي وجوزك بقيتوا من أصحاب المشاريع وانا اللي هلم تبرعات ، بعد ما جوزك نهب ابوكي وعمل ثروة من فلوسه جاية دلوقتي تقوليلي انا الكلام دا ..
سيف :
انت عيل مش محترم ، ولولا اني مراعي الظرف اللي احنا فيه انا كنت علمتك الأدب ، ودلوقتي اتفضل اطلع برا
رامز :
لااا ، دي هبت منك عالآخر ، انت بتطردني من بيت ابويا يا جربوع يا حشرة
سيف :
دا مش بيت ابوك دلوقتي ، دا بيت مرات ابوك وكلنا ضيوف عندها ، وانت هتخرج من هنا دلوقتي على رجليك عشان اعرف اتصرف واعالج الموقف الزبالة اللي انت حطيتنا كلنا فيه بجعجعتك ، ولو زودت كلمة كمان هخلي الشغالين يرموك في الشارع
فادي :
إمشي يا رامز ، إمشي بقى كفايه مشاكل بسببك
شيرين :
إنت مستني إيه ، ما تمشي بقى يا أخي جاك القرف
رامز :
كدا ، طاااايب ، اتفقتوا عليا كلكم ، بس انا مش هسكت ، ومش هسيب حقي ، واللي اسمها مايسة مش هتتمتع ساعة واحدة بفلوسي
فادي :
هنعمل ايه دلوقتي يا سيف
سيف :
هحاول أصلح اللي هببه رامز دا ، بالليل هعدي على مدام مايسة اتكلم معاها شوية لو مكانتش لسه سابت القاهرة
نسيم :
لا ، مدام مايسة نازلة في فندق هنا ، واعتقد مش هترجع اسكندرية قبل ما تبلغني
سيف :
يبقى كويس أوي ، هقابلها بالليل واتكلم معاها وان شاء **** هعرف اوصل معاها لحل ، لكن اللي يهمني اكتر من أي حاجة اني افهم ايه حكاية الوصية دي ، وايه الأسباب اللي خلت عمي **** يرحمه يعمل كدا ، دا هيكشفلي كتير اوي من ألغاز القضية المكعبلة دي ، قولي صحيح يا فادي ، ايه نتيجة التشريح
فادي :
زي ما اتوقعت انا وانت ، مفيش أي آثار سم ، الوفاة حصلت بسبب سكتة قلبية عادية جدا ، بس انا وانت عارفين ان الموضوع مش طبيعي
سيف :
يبقى *** الأمر من قبل ومن بعد ، كدا مفيش قضية
شيرين :
يعني إيه ، حق بابا هيروح ، ابقى عارفة ان فيه حد قتل ابويا ولسه عايش وبيتنفس ؟
نسيم :
وهما هيعملوا إيه بس يا شيرين ، قانونا مفيش أي شبهة جنائية في الوفاة ، يعني مفيش قضية من أصله
سيف :
متقلقيش يا شيرين انا مش هسكت ، وهتابع الموضوع دا بنفسي ، بشكل شخصي مش رسمي ، انا استجوبت مرجان الطباخ ، إجاباته منطقية جدا ومفيش في كلامه حاجة تثير الشك ، بس دا ميمنعش اني هفضل حاطه تحت المراقبة ، طرف الخيط لازم يبتدي من عنده
فادي :
معتقدش ان مرجان الطباخ ممكن حد يشتريه عشان يقتل بابا ، دا راجل متربي في بيتنا ، وابويا ليه أفضال كتير اوي عليه
سيف :
مش شرط يكون حد اشتراه يا فادي ، ممكن يكون حد استخدمه من غير هو ما يعرف ، عموما انا وراه مش هسيبه ، اللي يهمني دلوقتي اني افهم ايه قصة الوصية دي ، الحكاية دي فيها إنة ، ووراها لغز كبير لو حليناه هنوصل للي قتل عمي **** يرحمه ..
" سيف كان كلامه صح ، وموزون جدا ، هو دا سيف طول عمره ، صوت العقل اللي مبيفكرش بمشاعره ، راجل شرطة زي ما بيقول الكتاب ، بيتكلم بالدليل وبس ، اللي عمله رامز اخويا عقد الأمور جدا ، مش بس ضيع ثروة بابا اللي كانت مايسة هتتنازل عنها ، هو كمان ضيع علينا اخر فرصة عشان نفهم ايه اللي حصل ، وايه السبب في موت ابونا الموتة الغامضة دي ، لو كنا اتكلمنا بهدوء مع مايسة كنا فهمنا منها حاجات كتير ، كنا عرفنا ليه ابويا يكتبلها كل ثروته ، وليه كان حاسس ان أيامه في الدنيا معدودة مع إنه مكانش بيعاني من أي أمراض وصحته كانت كويسة جدا ، ليه كتب الوصية دي في الوقت دا ، **** يسامحك يا رامز ، لولا طيشك وغباءك كان زماننا عندنا إجابات عن كل الأسئلة دي ، سيف كان بيقول انه هيروح لمايسة الفندق بالليل وهيتكلم معاها ، لكن للأسف ، سيف اتأخر ، لإن مايسة ماتت في نفس اليوم ، ماتت بنفس الطريقة .. سكتة قلبية مفاجأة .. بعد ما شربت فنجان قهوة سادة "
#قهوة_سادة
#الحلقة_الرابعة
سيف :
شوفوا يا جماعة ، احنا مجتمعين النهاردة كلنا علشان كل المؤشرات بتقول اننا في خطر حقيقي ، كلنا في خطر
شيرين :
فيه إيه يا سيف قلقتني
سيف :
أكيد عرفتي ان مايسة ماتت ، بس اللي يمكن تكوني معرفتيهوش ان آخر حاجة شربتها قبل ما تموت ، فنجان قهوة سادة
رامز :
إيه الهري دا ، وانا مالي شربت قهوة سادة وللا كافيه لاتيه ، انا اللي يخصني في الليلة دي كلها موقفنا احنا ، الثروة اللي ابويا كتبهالها قبل ما يموت دي ، دلوقتي اكيد اتنقلت للورثة بتوعها ، احنا هناخد الفلوس دي ازاي ؟
فادي :
اهدا شوية يا رامز واسمع ، الكلام اللي سيف بيقوله كلام مهم
رامز :
أهم من فلوسنا اللي ضاعت ؟
سيف :
فلوسك مكانتش هتضيع يا أستاذ رامز لولا تصرفك الغبي وكلامك مع مايسة **** يرحمها اللي خلاها تركب دماغها بعد ما كانت جاية تتنازل عن كل حاجة ، انت ضيعت حقك وحق اخواتك من تركة ابوك ، ودلوقتي مش هسمحلك تضيع عمرهم كمان ، لولا ان الخطر اللي جاي دا مش هيفرق بين حد والتاني ، انا مكنتش وافقت انك تحضر الاجتماع دا من الأساس ، لكن للأسف ، كلنا في مركب واحدة ، يا تعدي بينا كلنا ، يا تغرق بينا كلنا
رامز :
مركب إيه وغواصة إيه ، انت بتتكلم في إيه بالظبط
سيف :
**** خلقلنا لسان واحد وودنين عشان حكمة ياريت تفكر فيها شوية ، انا هتكلم دلوقتي وكلكم هتسمعوني ، لو أي حد قاطعني مش هيكمل معانا الاجتماع
رامز :
هو فيه إيه يا عم ، انت بتبيع وتشتري فينا ليه كدا
سيف :
عشان انا اللي بدير الليلة دي دلوقتي ، وللا اقولك حاجة احسن من كدا ؟ عشان انا ديكتاتور ومتسلط عاجبك كدا
شيرين :
ما تسكت بقى يا رامز خلينا نفهم ايه الحكاية
رامز :
سكتنا ، اتفضل احكي يا .. سيف بيه
سيف :
فيه نوع من السموم الخطيرة جدا دخل مصر الفترة اللي فاتت ، السم دا مفعوله بيسري خلال أقل من 10 دقايق ، وبيسبب سكتة قلبية ومبيسبش أي أثر في الجثة يدل على وجود شبهة جنائية في الوفاة ، يعني من الاخر مبتقدرش تحدد إذا كان الضحية مات بالسم وللا مات موتة طبيعية ..
لحد وقت قريب كل دا كان كلام نظري مالوش أي إثبات عملي ، لحد ما قابلتني في شغلي حالة ماتت بنفس الطريقة دي ، في نفس اليوم اللي مات فيه عمي **** يرحمه ، تحديدا قبل وفاته بساعات قليلة .. وبعد كدا مايسة
شيرين :
طب هو فيه رابط بين الحالات دي يا سيف ، وللا دا مجرد تشابه في سبب الوفاة ؟
سيف :
للأسف يا شيرين ، فيه رابطين لحد دلوقتي بين ال 3 حالات ، الرابط الأول غريب بالنسبالي لحد دلوقتي وغير مفهوم بالمرة وبحاول ألاقيله تفسير مع فادي وهو إن ال3 حالات ماتوا بعد ما شربوا قهوة سادة ، أو جايز السم كان في القهوة السادة ودا تصور منطقي لكن هيسيب وراه علامة استفهام بطبيعة الحال
فادي :
إيه اللي يخلي 3 ضحايا يشربوا قهوة سادة قبل ما يموتوا بما فيهم بابا اللي عمره ما شرب القهوة سادة ، ومايسة اللي عمرها ما شربت القهوة أصلا ، وهل المركب الكيميائي المتسبب في الوفاة له نشاط خاص إذا تمت إضافته للقهوة ؟
سيف :
بالظبط يا فادي
شيرين :
هو لغز غريب فعلا ، طب إيه الرابط التاني ؟
سيف :
الرابط التاني كان ممكن يتشاف على إنه صدفة لو مكانش فيه رابط أولاني ، لكن في ظل وجوده فدا مؤشر لوجود خطر علينا كلنا ، أو بمعنى أصح ، مقدرش احدد مين فينا عليه الدور بعد عمي ومايسة
شيرين :
اتكلم على طول يا سيف متلعبش بأعصابنا
سيف :
لما روحت امبارح الفندق اللي نازلة فيه مايسة علشان اصلح الموقف اللي اتسبب فيه رامز وعرفت انها ماتت بنفس الطريقة اللي مات بيها عمي ، كان منطقي ارجع لأول حادثة قابلتني من النوع دا ، بتاعة الراجل اللي مات في نفس اليوم اللي مات فيه عمي ، ولما روحت هناك عشان اتابع التحقيقات واشوف تقرير الطبيب الشرعي جايز اوصل لأي معلومة جديدة ، عرفت خبر مش سعيد خالص ، فيه 3 تانيين ماتوا بنفس الطريقة ، التلاتة شربوا قهوة سادة ، والشيء المرعب في الموضوع ، ان ال3 قرايب الميت ، مراته ، واتنين اخواته ..
ودا اللي خلاني اربط ما بين الحادثة الغريبة دي وبين وفاة باباكم ووراه على طول مراته بنفس الطريقة ، فيه قاتل متسلسل بيستهدف عيلتنا ، وبيستخدم نفس طريقة القتل ، وبيعمل دا في وقت قصير جدا ، ليه وازاي لسه مش عارفين ، لكن اللي اعرفه ومتأكد منه .. إن فيه واحد من اللي قاعدين دلوقتي عليه الدور عشان يموت ..
رامز :
يا سلام ، بقى هي الحكاية كدا ، خلاص يا سيدي بسيطة ، منشربش قهوة تاني طالما طلعت خطر كدا
سيف :
ولو ان اللي بتقوله تريقة ، وياريتها تريقة دمها خفيف ، لكن سخيفة زيك ، لكن للأسف أول مرة يكون عندك حق ، الموضوع مش منطقي ولا عقلاني بالمرة ، لكن احنا دلوقتي بنراهن على حياتنا ، فمعندناش أي رفاهية اننا نكون منطقيين واحنا في وسط الخطر ، فاللي هيحصل كالتالي ، كل اللي موجودين هنا مش هيخرجوا من البيت دا تحت أي ظروف ، باب الڤيلا هيتقفل وكلكم هتفضلوا هنا لحد ما نفهم ايه اللي بيحصل بالظبط ..
رامز :
هتحبسنا يعني وللا إيه
سيف :
تقدر تقول كدا
رامز :
لا بقى ، الهبل دا ميتسكتش عليه ، انت قاري روايتين من بتوع بابا واكلين دماغك وللا إيه يا سيف
سيف :
باباك نفسه ما اتوقعش الطريقة اللي اتقتل بيها في أعقد رواياته ، والكلام اللي بقوله دا أوامر عسكرية غير قابلة للمناقشة ، وحذاري يا رامز ، والكلام لشيرين وفادي ، حذاري حد فيكم يفكر مجرد تفكير أنه يخالفني أو يتحدى التعليمات دي ولو على سبيل الفضول ، صدقوني مفيش حاجة هتوقفني حتى لو اضطريت امنعكم من الخروج بالقوة
فادي :
أيوه يا سيف بس دا برضو كلام ميتعقلش ، مش معقول هنحبس نفسنا في البيت يعني ، طب لحد امتى
شيرين :
فادي عنده حق يا سيف ، كمان متنساش ان بابا مات جوا البيت دا مش براه
سيف :
من مصلحتنا يا شيرين اننا نضيق مساحة الخطر على قد ما نقدر ، خروج أي حد فينا من البيت في الظروف دي يعتبر انتحار وانا مش هستئذنكم عشان احافظ على حياتكم ، انا مشيت كل الشغالين وغيرت كوالين الابواب ، ووقفت اتنين عساكر تحت قدام الڤيلا ، وقرار ان محدش يخرج من هنا لحد ما نفهم ايه اللي بيحصل مبقاش قرار اختياري
ألو ، أيوه يا تيتو ، مش هعرف اجيلك دلوقتي ، هتأخر عليك شوية ، محبوس يا سيدي في البيت ، إيه ، لا دي حكاية كدا هحكيهالك لما نتقابل ، بقولك ايه اسمع ، انا هعمل محاولة كدا وهجيلك ، تعالى نتقابل في المكان اللي بنسهر فيه على طول ، بعد ساعتين من دلوقتي مثلا ، هتصرف ، هنط من على سور الجنينة ، ما قولتلك لما نتقابل يا تيتو هفهمك كل حاجة ، يالا سلام ..
* * *
_ مساء الخير ، مش دا بيت الأستاذ جميل سلام
= أيوه مظبوط مين حضرتك
= انا طاهر مراد ، مدير دار النشر اللي الأستاذ جميل بيشتغل معاها ، اقدر أقابله
_ امممممم ، للأسف يا أستاذ طاهر ، عمي جميل تعيش انت
= إيه ، إمتى دا حصل
_ من 3 ايام بس
= لا حول ولا قوة إلا ب**** ، كلنا لها ، معلش يا إبني شد حيلك
_ الشدة على **** ، مقولتليش ، حضرتك كنت عايز المرحوم في إيه
= و**** يا أستاذ انا كنت جاي اعرض عليه الشكل النهائي اللي هتخرج بيه روايته الأخيرة ، واخد رأيه نطبع على النسق دا وللا محتاج يغير حاجة لكن للأسف ملحقش يشوفها
_ روايته الأخيرة ، هي فين دي
= اهي ، انا كنت جايبله نسخة معايه ، عموما كدا هنحتاج حد من الورثة يشرفنا في الدار عشان نسوي معاه المتعلقات المالية بتاعة المرحوم ، الف رحمة ونور عليك يا جميل بيه ، عن إذنك يا إبني ، محدش يجيلك في حاجة وحشة ..
سيف :
يا جمااااعة ، تعالوا هنا حالا
شيرين :
فيه إيه يا سيف ، فيه حاجة حصلت ؟
سيف :
حاجة غريبة جدا
فادي :
خير
سيف :
حد فيكم كان عنده فكرة ان عمي قبل ما يموت كان عنده رواية جديدة تحت الطبع ؟
شيرين :
لا ، اول مرة اسمع عن حاجة زي دي
سيف :
من شوية الناشر جه هنا وكان عايز يقابل عمي عشان ياخد رأيه في شكل الطباعة وساب النسخة دي
فادي :
حتى لو فرضنا ان بابا كان شغال في رواية جديدة قبل ما يموت واحنا منعرفش ، ايه الغريب في كدا
سيف :
اقرا إسم الرواية وانت تعرف
شيرين :
قهوة سادة ؟؟ يعني ايه ، وريني الكتاب دا يا سيف ، غريبة أوي ، الرواية مكتوبة بالعامية ، بابا عمره ما كتب السرد بتاع رواياته بالعامية
فادي :
اقري آخر صفحة يا شيرين وسمعينا
شيرين :
" انت اللي بتختار تموت وللا الموت هو اللي بيختارك ، سؤال صعب جدا ، الشخص اللي عليه الدور دايما بيكون مسلوب الإرادة قدام المشروب الجنائزي ، رمز الموت ، ما دامت دي محطتك لازم تنزل ، حتى لو مكنتش بتحب تشرب القهوة سادة ..
الأب شرب مشروب الموت ، ووراه مراته الصغيرة الجميلة ، ووراهم إبنه الطايش ، هرب من حصنه وخرج للموت برجليه ، واتحدى رهبته وشرب النخب الأخير "
أنا مش فاهمة أي حاجة من الكلام دا
سيف :
فين رامز ؟؟
* * *
_ آدي الحكاية كلها يا عم تيتو
= ايه يا ابني الفيلم الهندي دا ، هو دا كلام يخش الدماغ
_ اهو دا اللي حصل يا تيتو ، يعني انا هضحك عليك
= مش القصد يا صاحبي ، بس الحكاية أصلها غريبة أوي ، متتصدقش ، واقولك بقى حاجة ، جوز اختك دا مش سالك ، واقطع دراعي ان ما كانت وراه مصيبة سودا ، وهو اللي استولى على فلوس ابوك كلها
_ دا الاحتمال الأكبر ، بس انا مش هسيبه
= طب بقولك ايه ، احنا نضرب كاسين حلوين ونقعد نمخمخ ونشوف هنعمل ايه معاه
_ لا ، مش عايز خمرا ، أنا هشرب قهوة .. قهوة سادة
بعد موت رامز احنا عرفنا إن تعبير هتشوف أيام سودا اللي بنسمعه أحيانا دا تعبير مغرق في التفاؤل ، فيه درجات أغمق بكتير من الإسود ، فيه حاجة اسمها أيام ضباب ، وفيه حاجة اسمها أيام ضلمة ، وفيه حاجة اسمها أيام عتمة ، الأخيرة دي بقى هي اللي احنا عشناها ..
كان عندنا شك ان ابويا مات مقتول ، وكنا في أول طريق بحثنا عن اللي قتله ، لقينا نفسنا قصاد لعنة غريبة بتخلص على أفراد عيلتنا واحد واحد ، والغريبة ان ابويا كان عارف كل حاجة قبل ما تحصل ومتنبئ بيها في روايته الغريبة اللي اسمها قهوة سادة ..
عملنا عزا لرامز كان متأمن بقوات كتير أوي من وزارة الداخلية وكان ممنوع فيه إن أي حد يشرب قهوة سادة ، وبعد العزا عملنا اجتماع عائلي بعد ما كرسي رامز بقى فاضي ، والمرادي كلنا كنا بنسمع كلام سيف وبننفذ أوامره من غير تفكير لإن كلنا أدركنا اننا في خطر حقيقي ومحتاجين قائد قوي وذكي وحاسم نمشي وراه لحد ما نخرج من الأزمة دي ، ومكانش فيه حد أنسب للدور دا من سيف ..
_ يا جماعة احنا محتاجين نخرج برا حزننا على رامز شوية ونفكر هنعمل ايه
= كلامك صح يا سيف
* هو مين اللي كلامه صح يا فادي ، هو رامز دا إيه ، كلب وراح ؟ دا اخونا
_ محدش قال كدا يا شيرين بس الحي أبقى من الميت
* انت بتقول الكلام دا بس عشان قلبك مش محروق ، رامز مكانش اخوك الصغير زي ما هو اخويا الصغير ، تلاقيك كمان فرحان في اللي حصله عشان مكانش بيحبك طول عمره ، وعشان كسر كلامك في آخر حياته
= إيه اللي انتي بتقوليه دا يا شيرين ، سيف مش ممكن يكون
_ سيبها يا فادي ، انا مقدر الحالة اللي هي فيها ، شيرين يا حبيبتي عايزك تفهمي اني واحد منكم ، انا اتربيت في البيت دا في وسطكم ، ابوكم **** يرحمه صاحب الفضل التاني عليا بعد فضل **** سبحانه وتعالى ، ولولاه مكنتش بقيت سيف اللي انتي شايفاه دلوقتي ، ومهما زعلت من أي حد فيكم عندي سبب قوي جدا يخليني ما اكرهوش ولا احقد عليه وهو أنه إبن جميل سلام ..
احنا دلوقتي في خطر حقيقي يا شيرين ويا فادي ، خطر بيهدد حياة كل واحد فينا ولازم نتكاتف ونحط إيدنا في إيد بعض عشان نخرج من المحنة دي بحياتنا ..
= عندك حق يا سيف ، في الأول احنا كنا بندور على مجرد قاتل غامض بينفذ جرايمه بطريقة غريبة دلوقتي احنا قصاد لعنة مش عارفين أولها فين وآخرها فين ..
_ بس معانا الكتاب يا فادي ، ودا ممكن يكون دليلنا الوحيد في مواجهة اللعنة دي ، أحداث الرواية اللي كتبها والدك **** يرحمه تنبأت بكل حرف حصل في عيلتنا بعد كدا ، موت مايسة ، وهروب رامز من البيت وموته بعد كدا ..
= وبعدين ؟
_ وبعدين مفيش
= بالظبط ، وبعدين مفيش ، ودي الكارثة ، الرواية مالهاش نهاية يا سيف ، الرواية غير مكتملة ، الأحداث بتخلص عند موت رامز ، يعني برضو مش هنقدر نتنبأ إيه اللي ممكن يحصل بعد كدا
_ ما انا برضو محتاج افهم إيه علاقة عمي باللعنة دي ، وازاي قدر يتنبأ بموت مايسة ورامز وبكل التفاصيل الدقيقة اللي حصلت بعد موته ، انا ساعات بحس انه عايش ومماتش ..
= دا لغز كبير لازم نحله فعلا ، بس دا مش وقته ، الأولوية دلوقتي لتسييد مبدأ السلامة والحفاظ على أرواحنا ، خلاص مبقاش فاضل حد من عيلة سلام غيرنا احنا التلاتة ..
_ خير وسيلة للدفاع الهجوم يا فادي ، عشان نحمي نفسنا من اللعنة دي لازم الأول نفهمها ونعرف هي جاية منين بالظبط ..
" ومن اللحظة دي حياتنا كلها اتغيرت ، خروجنا من البيت بقى بحساب ، وتحت حراسة مشددة ، سيف تقريبا مكانش بينام ، كان طول الوقت مشغول ازاي يحمينا من أي خطر محتمل ، وبيفكر في اللعنة دي ، إيه أسبابها وإيه مصدرها ، وازاي نحمي نفسنا منها ، كل الضغط دا على أعصاب سيف كان طبيعي يعمل منه إنسان تاني ، عصبي ، متقلب المزاج ، ودا الشيء اللي غير مسار علاقته بشيرين مراته ، بعد الحب الكبير اللي كان بينهم ، حياتهم عرفت الملل والفتور ، بقوا يتخانقوا كتير مع بعض ، ويقعدوا وقت طويل مبيكلموش بعض ..
بعد موت رامز بشهر ، رجع رائف من البرازيل ، رائف دا إبن عمي ، سافر البرازيل من 12 سنة ، وبقى رجل أعمال وليه مشاريع كتير ، رائف رجع مصر بعد ما عرف اللي حصل لبابا ورامز ، وطبعا نزل عندنا في الڤيلا فترة الأجازة بتاعته ..
وجود رائف في وسطنا عملنا حالة من كسر الروتين ، البيت بقى فيه روح بعد ما كان اتحول لمقبرة ، رائف دمه خفيف وروش ومن النوع اللي بيحب الحياة ، قدر يخرجنا كلنا من المود اللي كنا فيه ..
لكن المشكلة أنه ولع حرايق من نوع تاني ، حرايق الغيرة ..
سيف عمره ما قدر ينسى ان رائف وشيرين كانوا بيحبوا بعض وانفصلوا بسبب غلطة غلطها رائف أيام ما كان خاطب شيرين ، قبل سيف ما يخطبها ، الغلطة دي ان فيه واحدة صاحبة شيرين كانت معجبة برائف وقدرت تخليه يميل ليها شوية ، وشيرين ظبطتهم مع بعض في كافيه في وسط البلد ، وفسخت الخطوبة وهو ساب مصر كلها وسافر البرازيل ..
حب رائف وشيرين القديم لقى في حالة الفتور والجفا اللي بينها وبين سيف تربة خصبة يقدر يعيش فيها ..
رجعوا تاني يقربوا من بعض ..
لحد ما حصلت حاجة غريبة جدا ، سيف كان في شغله ، وكان بيقرا كل حرف في ال 90 صفحة بتوع رواية قهوة سادة يمكن للمرة الألف ، سيف تقريبا حفظ كل حرف بابا كتبه ، وكان طول الوقت بيربط بين النبؤات دي وبين الأحداث اللي اتحققت بالفعل ، لحد ما في يوم سيف اتفاجئ ان صفحات الرواية زادت صفحة مكانتش موجودة قبل كدا ..
كان مكتوب فيها : رجع المسافر من منفاه الاختياري ورجع معاه شعلة الحب القديم ، فرد جديد من العيلة المصابة باللعنة ، رجع من بلاد البن عشان يموت بجرعة بن ، وهو بين أحضان حبيبته ..
سيف قفل الكتاب ورجع البيت بسرعة ، لقى رائف ميت ، في أوضة نومه ..
وطلق شيرين بس مقدرش يخرجها من دايرة الأمان اللي كان ناصبها حوالينا كلنا ..
بعد ما سيف فاق من صدمة خيانة شيرين ، كان عنده سؤال منطقي جدا ، ايه تفسير أن أحداث الرواية زادت صفحة جديدة قبل موت رائف بساعة ، إيه معنى وجود رواية قادرة تتنبأ بأحداث حقيقية بتحصل بعد كدا بتفاصيلها ..
إجابة السؤال دا كان عند الأستاذ طاهر مراد ، مدير دار النشر اللي بابا كان بيتعامل معاها ، وروحت مقر الدار انا وسيف علشان نقابل الأستاذ طاهر ، وعرفنا المفاجأة ، الأستاذ طاهر اللي جالنا البيت وقابل سيف واداه نسخة من الرواية الملعونة مات من سنة ونص ..
سيف :
الكتاب اللي معانا بيتنبأ باللعنة قبل ما تحصل بساعة واحدة بس ، انت وحظك ، يا تلحق ، يا متلحقش ، الكتاب دا أبوكم مكتبوش ، الكتاب دا اتكتب عليه ، أو اتكتب عنه ، واللي كتب الكلام دا مش إنسان ، وميقصدش يساعدنا ، يقصد يلعب بينا ..
فادي :
يعني إيه يلعب بينا ؟
سيف :
إحنا عرفنا ان رامز هيموت قبل ما دا يحصل بساعة ، يعني نظريا كان عندنا فرصة ننقذه ، لكن عمليا مكناش نقدر نعمل أي حاجة ، لإن رامز كان قافل تليفونه ، وكان قاعد في مكان محدش فينا يعرفه ، دا نفس اللي حصل مع رائف ، عرفت انه هيموت بس مكنتش اقدر اعمله حاجة
شيرين :
انت مكنتش عايز تعمله حاجة ، سيبته يموت عشان بتكرهه ، انت اللي قتلت رائف مش أي حد تاني
فادي :
إنتي بتقولي إيه ، انتي ازاي بحجة كدا وعينك يندب فيها رصاصة ، مش مكسوفة من نفسك ؟ مش مكسوفة من اللي عملتيه
شيرين :
إنت كمان هتقول كدا يا فادي
فادي :
أنا لو عليا مكنتش اقول ، انا لو عليا كنت دفنتك صاحية ، يا فاجرة يا بنت ال ...
سيف :
فااااادي ، مش وقت الكلام دا ، أي خلافات شخصية بيننا لازم نركنها على جنب ونركز في حاجة واحدة ، الموت اللي بيحوم حوالينا كلنا ، احنا بنجتمع بشكل يومي تقريبا ، وبشكل يومي برضو بيفضى كرسي من الكراسي دي ، محدش فينا يقدر يتنبأ مين اللي عليه الدور في الموت ، كلنا عارفين اللعنة كويس ، وعارفين اننا مينفعش نموت غير لو شربنا قهوة سادة ، ومع ذلك كلنا بنروح للموت مسيرين ، كإننا منومين مغناطيسيا ، ليه بنشرب القهوة واحنا عارفين انها هتموتنا
فادي :
إنت محتاج خاصية تخليك تكلم حد من اللي ماتوا عشان يحكيلك حس بإيه وهو بيشرب قهوة ساده على روح نفسه
سيف :
على روح نفسه ؟
فادي :
أيوه ، مالك يا سيف ، بتفكر في إيه ؟
سيف :
مفيش يا فادي
فادي :
مفيش ازاي ، انت فكرت في حاجة ، وعينك لمعت اول ما انا قلت الجملة دي ، هي على روح نفسه دي بتفكرك بحاجة ؟
سيف :
لأ ، مبتفكرنيش بحاجة ، عن إذنكم ، أنا خارج شوية وراجع ، خلي الكتاب دا معاك يا فادي
فادي :
لا يا سيف ، مش محتاجه ، انت لسه قايل دلوقتي انه هيلعب بينا مش هيفيدنا ، وانا شخصيا مش عايز حد يلعب بيا ، مش هستحمل دا ، إذا كان الدور عليا في الموت ، فأنا أفضل أموت من سكات ، من غير دوشة ولا نبوءات
سيف :
أنا خارج ، وهسيب الكتاب دا هنا ، ابقى حاول تبص عليه يا فادي ، حاول .. سلام
شيرين :
سيف دا هو أس البلاوي ، هو اللي ورا كل حاجة بتحصلنا
فادي :
أنا قولتلك تخرسي خالص ، مش عايز اسمع صوتك ، أنا بقرف منك ، انتي على آخر الزمن اللي توسخي اسم ابوكي
شيرين :
بقولك سيف دا هو اللي بيقتلنا واحد ورا التاني ، إفهم بقى يا أخي
فادي :
بقولك اسكتي بقى ، انتي إيه ، مبتفهميش
شيرين :
مش عايز تصدقني طبعا ، ماشي ، اتفضل ، اتفرج على الصور دي ، الظرف دا انا لقيته في خزنة سيف ، قدرت اخمن رقمها السري ، تعرف كام ؟ 1982 ، دا تاريخ ميلاد مايسة ، مرات ابوك
فادي :
إنتي بتخرفي تقولي إيه يا شيرين
شيرين :
انا مبخرفش ، بعد موت رامز بأسبوع واحد بس ، مسكت تليفون سيف ، ولقيت رسالة مبعوتة لمايسة بيقولها فيها جملة واحدة بس ، زي ما اتفقنا يا حبيبتي ، عارف تاريخ الرسالة كان إمتى ؟ بعد موت ابوك ب 24 ساعة بس ، قولي انت دا تفسيره إيه ، معناه إيه يا دكتور
فادي :
مش ممكن ، انا مش قادر اصدق اللي انتي بتقوليه دا
شيرين :
إتفرج على الصور دي وانت تصدق ، دي صور ، لمايسة مع سيف انا عرفت اسكانها واطبع منهم نسخة تانية عشان ميحسش أنهم اختفوا من الخزنة ، صور اتنين حبيبة يا أستاذ في أماكن عامة ، وبتاريخ قديم ، أيام ما كانت على ذمة جوزها الأولاني ، صدقني يا فادي ، سيف هو اللي ورا كل اللي بيحصلنا .. سيف كان علاقة بمايسة وهي متجوزة بابا ، واكيد هو اللي خلاها تضحك عليه وتستولي على كل ثروته ، وبعد كدا بقى **** أعلم هو عمل ايه ، أو خد الفلوس ازاي ..
فادي :
وانتي ليه فضلتي ساكتة طول الوقت دا ؟
شيرين :
كنت خايفة ، خايفة إيه ، انا كنت مرعوبة ، انا عايشة مع سفاح ، قادر يلبس وش الملاك طول الوقت وهو ديب مفترس ، تفتكر كان ممكن يعمل فيا إيه لو عرف إني كشفته
فادي :
إنتي إنسانة غبية ، كنتي هتضيعي حياتك وحياتي بغبائك ، بس مش دا الوقت اللي نلوم فيه على بعض ، دلوقتي انا عندي لغز واحد ، ليه سيف يعمل كدا بعد كل اللي بابا عمله عشانه ..
شيرين :
عشان ياخد بتاره
فادي :
تاره ؟ ياخد بتاره من مين
شيرين :
من ابوك
فادي :
أبويا ؟؟
شيرين :
أيوه ، أبوك هو اللي قتل أبوه
فادي :
انتي جايبة الكلام دا منين ؟
شيرين :
من بين السطور يا فادي ، اقرا كل روايات ابوك وانت تفهم ، تفتكر اصلا ليه ظابط شرطة ورجل اعمال ناجح يكون عنده وقته يكتب فيه قصص ، وتفتكر ليه كلها قصص بوليسية ، ابوك طول الوقت كان بيصرخ بالسر اللي كاتمه جواه ومش قادر يقوله لحد ، بطل كل رواية كتبها ابوك واحد قتل صاحب عمره وكمل بقية حياته بالذنب .. مربطتش دا بحاجة ؟
فادي :
طب وليه يقتل صاحبه أصلا ، اللي اعرفه انهم كانوا اكتر من الاخوات
شيرين :
الخيانة يا فادي ، امك كانت ست خاينة ، كانت على علاقة بصاحب جوزها
فادي :
لاااا ، دا انتي اتجننتي رسمي ، وصلت بيكي تتهمي امك اتهام زي دا
شيرين :
انا مش جايبة الكلام دا من عندي ، اقرا رواية لابوك اسمها فرعون وموسى آخران ، هتلاقي فيها البطل قتل صاحبه عشان اكتشف العلاقة اللي بينه وبين مراته ، وخد ابن صاحبه رباه في بيته عشان يحمي نفسه من انتقامه لما يكبر ..
فادي :
إنتي بتخرفي ، عايزة تطلعي امك خاينة وابوكي قاتل وكل دا بناء على شوية استنتاجات عبيطة من روايات خيالية
شيرين :
دي مش استنتاجات عبيطة ، ومفيش خيال مالهوش جذور في أرض الواقع ، وعموما سيف وهو بيطلقني قالي كدا ، قالي كان لازم اعرف من الاول ان الخاينة مش هتخلف قديسة ، إيه اللي يخلي سيف يتهم الست اللي ربته وسط ولادها بالخيانة ، بلاش ، انت نفسك لاحظت ازاي لونه اتغير وقام مشي اول ما انت قلت جملة " يشرب قهوة سادة على روح نفسه " الجملة دي بالنص ابوك كتبها في نفس الرواية ، على لسان البطل وهو رايح يقتل صديق عمره ، لسه مش عايز تصدق ، طيب ، انا هخليك تصدق ..
فادي :
انتي بتعملي إيه
شيرين :
هتسمع بودنك ، ألو ، أيوه يا أنكل نسيم ، انا وفادي بنكلمك لوحدنا ، احنا عرفنا كل حاجة ، حضرتك طول عمرك صاحب بابا واقرب حد ليه ، من ايام ما كنت لسه ظابط شرطة ، قبل ما تسيب الداخلية وتشتغل في المحاماة ، قولنا الحقيقة يا أنكل نسيم ، بابا قتل ابو سيف علشان كان بيخونه مع ماما صح
نسيم :
ايه بس اللي فتح الموضوع القديم دا دلوقتي يا شيرين
شيرين :
يعني صح ، كلامي صح ، مش كدا ؟
نسيم :
أبوكم عاش طول عمره بيحاول يخبي عنكم السر دا ، وانا كنت عارف ان مفيش سر بيستخبى للأبد
شيرين :
وعشان كدا سيف عايز ينتقم مننا ، صح ؟
نسيم :
لا مش صح ، سيف مات من عشر دقايق ، لسه عارف الخبر دلوقتي ، لقوه ميت في عربيته قدام أون ذا ران ، وفي إيده بواقي كوباية قهوة سادة ..